فرددت حينئذ على النفس تعللها القديم وشرعت مستعينا بالله تعالى العظيم.
وكأنى ان شاء الله عن فريب عند اتمامه بعون عالم سرى ونجواى، أنادى وأقول غير مبال بتشنيع جهول: هذا تأويل رؤياى، وكان الشروع فى الليلة السادسة عشرة من شعبان المبارك من السنة المذكورة وهى السنة الرابعة والثلاثون من سنى عمرى جعلها الله تعالى بسنى لطفة ميسورة وهاك نموذجا من تفسيره:- قال تعالى: وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْباطِلِ وَتُدْلُوا بِها إِلَى الْحُكَّامِ- لِتَأْكُلُوا فَرِيقاً مِنْ أَمْوالِ النَّاسِ بِالْإِثْمِ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ.
والمراد من- الأكل ما يعم الأخذ والاستيلاء، وعبر به لأنه أهم الحوائج وبه يحصل اتلاف المال غالبا ..
والمعنى: لا يأكل بعضكم مال بعض، فهو على حد وَلا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ سورة الحجرات: ١١ من تقسيم الجمع على الجمع، كما فى «راكبو دوابهم» حتى يكون معناه لا يأكل واحد منكم مال نفسه، بدليل قوله سبحانه:(بينكم) فإنه- بمعنى الواسطة- يقتضى أن يكون ما يضاف إليه منقسما إلى طرفين، يكون الأكل والمال حال الأكل متوسطا بينهما، وذلك ظاهر على المعنى المذكور، والظرف متعلق ب «تأكلوا» كالجار والمجرور بعده، أو بمحذوف حال من (الأموال) والباء للسببية، والمراد- من «الباطل» الحرام، كالسرقة، والغضب، وكل ما لم يأذن بأخذه الشرع.
(وتدلوا بها إلى الحكام) عطف على تأكلوا، فهو منهى عنه مثله، مجزوم بما جزمه وجوز نصبه بأن مضمرة، ومثل هذا التركيب وان كان للنهى عن الجمع إلا أنه لا ينافى أن يكون كل من الأمرين منهيا عنه.