المراغى أتى الى الحفل وتصدر المجلس ولم يكن هناك بد من أن يجلس المعتمد على يمينه او ان ينسحب الشيخ الجليل فتحدث ثورة الانجليز فى غنى عنها.
وجلس المعتمد البريطانى فى المكان الثانى واحتفظ الشيخ بكرامته كقاضى القضاة وقد ظل الشيخ فى منصب قاضى القضاة حتى سنة ١٩١٩ ثم جاء الى مصر وعين فى سنة ١٩٢٠ رئيسا للمحكمة الشرعية العليا.
وجاء حدث فى اثناء تولية رئاسة المحكمة ان قضية ميراث ضخمة عرضت على المحكمة ودرسها الشيخ بما تستحق من عناية ودقة، سهر فيها ليلا، واطال النظر فيها نهارا حتى استبان له الحق من الباطل، والزيف من الصواب، وعلم اهل الباطل اتجاه الشيخ فارادوا عرقلة ذهابه الى المحكمة فرشوه وهو فى طريقه الى المحكمة بماء الناس، وقدر الله ان تكون المسأله خفيفة فاصر الشيخ على الذهاب الى المحكمة معارضا كل ما اراده اصدقاؤه من عدم الذهاب وحكم الشيخ بما رآه الحق.
وللشيخ امثال هذا كثير.
وفى مايو سنة ١٩٢٨ عين شيخا للازهر، عين وسنه ثمانية واربعون عاما فكان اصغر شيخ عين شيخا للازهر.
وبدأ الشيخ فى قوة يعلن عن مبادئه فى الاصلاح بمذكرة مدوية اثارت الكثير من الجدل والنقاش والمعارضة، واشتد الامر حتى لقد آثر الشيخ ان يدع العمل وبقى قرابة ست سنوات بعيدا عن الازهر حتى عاد إليه مكرما معززا فى سنة ١٩٣٥ واستمر به حتى وافاه القدر المحتوم فى رمضان سنة ١٣٦٤ هـ.
والتفسير الذى نعنيه هنا ليس تفسيرا متكاملا، وانما هو تفسير السور او لاجزاء من بعض السور، ونشر عدة مرات فى الازهر، وفى أحد اعداد كتاب الهلال.