يشير إلى أن الاعمال وخاصة ما ذكر فى الآية يكون لصاحبها الاجر العظيم اذا فعلها خالصة بها نيته مبتغيا بها مرضاة ربه.
هذا هو الاساس فى فهم الفضيلة: ترسم أوامر الله وتنفيذها ابتغاء مرضاة الله ومن هنا جهد المؤمنون بالله فى سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، وأهليهم وعشيرتهم، وكان ذلك فى نظرهم الحياة الخالدة، والغنى الدائم والسعادة الابدية.
وهناك فريق من الناس يرون أن اساس الفضيلة هو تلبية الضمير فيما يعتقدون خيّرا للمجتمع ويرون ان هذا كاف لسعادة الانسان ومد الضمير كفيل بتقدير الخير ومعرفته دون الرجوع إلى الله، وما يرسم لعباده من شرع وخلق، وأنهم بهذا ليسوا فى حاجة إلى الوحى وان الوحى إذا كان قائما يحتاج إليه لإرشاد من ليسوا أرباب الضمائر الحية المستيقظة.
وقد فات هؤلاء أن فهم ما ينفع الهيئة الاجتماعية وما لا ينفعها كثيرا ما تختلف فيه الانظار والآراء وقلما تجد فى تاريخ هذه النظرية قديمة وحديثة- اتفاقا على نفع جزئية معينة أو ضرر جزئية معينة وفاتهم أيضا أن النظر الواحد أو الضمير الواحد كما يعبرون كثيرا ما يتغير فى معرفة الخير والفضيلة.
وقد عدل كثير من الفلاسفة عن آرائهم الاولى واستحدثوا آراء أخرى جديدة .. ولهذا تعترك فى عصرنا الحاضر المذاهب الاجتماعية، من ديمقراطية وفاشية ونازية وشيوعية واشتراكية بل يتنازع أرباب المذهب الواحد، بل يتناقض الفرد الواحد مع نفسه ورأيه، فى وقتين مختلفين وكل هؤلاء يتحاكمون إلى الضمير أو يتحاكمون إلى الادراك البشرى وفى معرفة الفضيلة وهو تحاكم- كما نرى- إلى أساس غير ثابت ولا منضبط ولا مأمون العاقبة.
وهو فى الوقت ذاته سير بالنفس وبالعالم فى طريق محفوفة بالمخاطر تهدد العالم فى امنه واستقراره وتشعل فيما بين جوانبه نار الحروب والتدمير.