عندنا من الايضاح عنها للإغفال الواقع فيها ... ، ونحن ننقل كلامه فى كل مسألة من هذه المسائل بلفظه وعلى جملته عن النسخة التى سمعناها منه فيها ثم نتبعه بما عندنا ... »
ومع هذا الأسلوب المهذب قد يتساءل إنسان فيقول:
ما دام أبو على الفارسى سمع التفسير من الزجاج فلم لم يناقشه اثناء الشرح والسماع؟ والجواب عن ذلك:
قد تكون هيبة الزجاج هى التى منعته من ذلك ولكن الأقرب فى الإجابة أن الفارسى لم يكن إذ ذاك قد وصل فى النضج العلمى إلى الدرجة التى تمكنه من الملاحظات على استاذه فلما نضج بمرور الزمن رأى من الوفاء عليه لاستاذه أن ينبه على «الاغفال» وها هى نماذج من تفسيره: لقوله عز وجل:
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ (سورة البقرة الآية رقم ٢٦٩) معنى «يؤتى» يعطى، والحكمة فيها قولان: قال بعضهم هى النبوة، ويروى عن ابن مسعود أن الحكمة هى القرآن، وكفى بالقرآن حكمه، لان الأمة به صارت علماء جيلا بعد جيل، وهو وصلة إلى كل علم يقرب من الله عز وجل، وذريعة إلى رحمته، ولذلك قال الله تعالى:
وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً (سورة البقرة الآية رقم ٢٦٩) ومعنى وَما يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُوا الْأَلْبابِ أي ما يفكر فكرا يذكر به ما قص من آيات القرآن إلا أولوا الألباب، أى ذووا العقول.