قَوْلٌ مَعْرُوفٌ وَمَغْفِرَةٌ خَيْرٌ مِنْ صَدَقَةٍ يَتْبَعُها أَذىً» (سورة البقرة الآية ٢٦٢ و ٢٦٤ و ٢٦٣) وقوله تعالى: «وَما آتَيْتُمْ مِنْ رِباً لِيَرْبُوَا فِي أَمْوالِ النَّاسِ فَلا يَرْبُوا عِنْدَ اللَّهِ وَما آتَيْتُمْ مِنْ زَكاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ». (سورة الروم الآية ٣٩) ثم يقول الجصاص بعد ذكر هذه الآيات:
«أخبر الله تعالى فى هذه الآيات أن الصدقات اذا لم تكن خالصة لله عارية من منّ واذى فليست بصدقه لان ابطالها هو احباط ثوابها، فيكون فيها بمنزلة من لم يتصدق، وكذلك سائر ما يكون سبيله وقوعه على وجه القربة الى الله تعالى:
وَلا تُبْطِلُوا أَعْمالَكُمْ (سورة محمد الآية ٣٣) وقال تعالى: وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفاءَ (سورة البينة الآية ٥) [فما لم يخلص لله تعالى من القرب فغير مثاب عليه فاعله ونظيره أيضا قوله تعالى: مَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ، وَمَنْ كانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيا نُؤْتِهِ مِنْها وَما لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ نَصِيبٍ (سورة الشورى الآية ٢٠)