للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الثعالب! وكيف ربطها جميعاً! قصة جِدُّ غريبة. (انظر القضاة ١٥/ ٤ - ٦).

وليس أغرب منها ما صنعه بباب مدينة غزة، حيث " قيل للغزّيين: قد أتى شمشون إلى هنا، فأحاطوا به، وكمنوا له الليل كله عند باب المدينة، فهدؤوا الليل كله قائلين: عند ضوء الصباح نقتله، فاضطجع شمشون إلى نصف الليل، ثم قام في نصف الليل، وأخذ مصراعي باب المدينة والقائمتين، وقلعهما مع العارضة، ووضعها على كتفيه، وصعد بها إلى رأس الجبل الذي مقابل حبرون" (القضاة ١٦/ ٢ - ٤)، إلى غير ذلك من أخبار شمشون الجبار وشعره العجيب. (انظر القضاة ١٤ - ١٦).

وكما يبالغ البشر في عرض بطولاتهم؛ فإن التوراة تصنعه وهي تتحدث عن بني إسرائيل وأعدادهم وبطولاتهم، ومن ذلك قصة البطل أبيشاي، فقد "هزّ رمحه على ثلاث مائة قتلهم" (صموئيل (٢) ٢٣/ ١٨).

ومثله البطل يشبعام، فقد قتل ثلاثمائة دفعة واحدة، وبهزة رمح واحدة " يشبعام بن حكموني رئيس الثوالث، هو هزّ رمحه على ثلاث مائة، قتلهم دفعة واحدة " (الأيام (١) ١١/ ١١).

وفي سفر صموئيل يسمى البطل يشبعام بيوشيبا، ويزيد عدد القتلى - بهزة رمحه - خمسمائة مقاتل، فقد " هز رمحه على ثمانمائة، قتلهم دفعة واحدة " (صموئيل (٢) ٢٣/ ٨)، فكم كان طول هذا الرمح؟ وكيف تم هذا؟!!

وأما شمجر بن عناة فقد قتل من الفلسطينيين ستمائة رجل من غير سلاح، لقد قتلهم بمنساس البقر " وكان بعده شمجر بن عناة، فضرب من الفلسطينيين ست مائة رجل بمنساس البقر " (القضاة ٣/ ٣١). كيف يحصل هذا؟ كيف لم يهربوا؟ هل انتظر كل منهم دوره؟!!

ومثله المبالغة في عرض كل ما يتعلق ببني إسرائيل " كان طعام سليمان لليوم الواحد

<<  <   >  >>