للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثلاثين كرّ سميذ، وستين كرّ دقيق، وعشر ثيران مسمنة، وعشرين ثوراً من المراعي، ومائة خروف عدا الأيائل واليحامير والأوز المسمن " (الملوك (١) ٤/ ٢٢ - ٢٣).

ومن المبالغة المضحكة أن الأرض انشقت لقوة صوت غناء بني إسرائيل وفرحهم "وصعد جميع الشعب وراءه، وكان الشعب يضربون بالناي، ويفرحون فرحاً عظيماً، حتى انشقت الأرض من أصواتهم" (الملوك (١) ١/ ٤٠)، نحوه كثير ....

ولا تنقضي عجائب بني إسرائيل ولا فرائدهم، والتي من بينها أبشالوم بن داود، والذي كان في غاية الحسن، وأما شعر رأسه فكان " كان يحلقه في آخر كل سنة، لأنه كان يثقل عليه، فيحلقه، كان يزن شعر رأسه مئتي شاقل بوزن الملك" (صموئيل (٢) ١٤/ ٢٦)، وهو ما يعادل كيلوين وربع! فهل يعقل مثل هذا؟! أين رأت الدنيا أو سمعت بمثله؟

لكن هذا كله لن يمنعنا من الإقرار أن كاتب أسفار التوراة يمتاز - ككثيرٍ من المؤلفين - باللباقة والاحترام، فيعتذر لقرائه عن تقصيره في الكتابة، وذلك في آخر كتابه، فيقول في خاتمة سفر المكابيين الثاني (آخر أسفار التوراة الكاثوليكية): " إن كنت قد أحسنت التأليف، وأصبت الغرض، فذلك ما كنت أتمنى، وإن كان قد لحقني الوهن والتقصير فإني قد بذلت وسعي، ثم كما أن شرب الخمر وحدها أو شرب الماء وحده مضر (١)، وإنما تطيب الخمر ممزوجة بالماء وتعقب لذة وطرباً، كذلك تنميق الكلام على هذا الأسلوب يطرب مسامع مطالعي التأليف " (المكابيون (٢) ١٥/ ٣٩ - ٤٠).

ولعل مراده الاعتذار عن بعض ما تقدم ذكره، وعن بعض العبارات الركيكة التي صدرت عن مجموعة مؤلفي هذا الكتاب والتي حار المحققون في فهم المراد منها،


(١) لا نستطيع موافقة الكاتب في زعمه بأن شرب الماء وحده مضر، فمثل هذه المعلومة لا يوافقه عليها مرجع طبي واحد، فالماء مفيد وحده، وليس فيه أي ضرر، وبإمكان القارئ الكريم أن يتأكد من ذلك بنفسه.

<<  <   >  >>