للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(التكوين ١١/ ٩). وكلمة بابل في اللغة الآكادية " باب ايلو " بمعنى: " باب الرب " كما في قاموس الكتاب المقدس (١)، وعليه فليس من مناسبة بين اسم بابل والبلبلة التي تذكرها التوراة، فالمناسبة التي يزعمها الكاتب غير متحققة.

ومثله حاول كاتب سفر الخروج إيجاد علاقة بين اسم موسى وانتشال ابنة فرعون له من الماء، فقال: " ولما كبر الولد جاءت به [أخته] إلى ابنة فرعون فصار لها ابناً، ودعت اسمه: موسى. وقالت: "إني انتشلته من الماء" (الخروج ٢/ ١٠)، فزعم أن المرأة المصرية - التي لا تعرف العبرانية - سمته بموسى؛ لأنها انتشلته من الماء، وأنها اشتقت اسمه من الكلمة العبرانية (مشا) أي (انتشل).

وهذا الزعم بعبرانية اسم موسى يتشكك به الآباء اليسوعيون في تعليقهم على النص، إذ يقولون: "إن ابنة فرعون لا تتكلم العبرية، في الواقع هذا اسم مصري يعرف بصيغته المختصرة موزس ومعناه: ولد أو ابن.

وأما محققو الترجمة العربية المشتركة فيعلقون: "موسى: اسم من أصل مصري، ولكن الكاتب وجد له اشتقاقاً خاصاً به".

ومن صور التحريف الهامة ما صنعه المترجمون المسيحيون للمزمور الثاني والعشرين ليكون نبوءة مزعومة عن المسيح الذي مات على الصليب وقد ثقبت يداه ورجلاه، يقول المزمور: "لأنه قد أحاطت بي كلاب، جماعة من الأشرار اكتنفتني، ثقبوا يديّ ورجليّ" (المزمور ٢٢/ ١٦)، وليس في النص العبراني كلمة: (?????????) ثقبوا، التي تنطق (كأرو)، بل يستخدم كلمة (????????) (كأري) التي تعني كأسد، والنص بتمامه: " ???? ??????????, ?????????: ????? ????????, ????????????; ????????, ????? ?????????".


(١) قاموس الكتاب المقدس، ص (١٥٢).

<<  <   >  >>