أن الله يحتاج للاستراحة التي لا غناء للمتعب عنها بعد طول العمل والعناء، فبعد أن خلق الله السماوات والأرض تزعم الأسفار - كذباً - أنه استراح، فتقول:" فرغ الله في اليوم السابع من عمله الذي عمل فاستراح "(التكوين ٢/ ١)، ونحوه في سفر الخروج " في ستة أيام صنع الرب السماء والأرض، وفي اليوم السابع استراح وتنفّس"(الخروج ٣١/ ١٧).
وتحدثنا التوراة عن الله العظيم العليم، فتذكر أنه ليس كمثل البشر وضعفهم، فهو لا يندم ولا يكذب، فتقول:" ليس الله إنساناً فيكذب، ولا ابن إنسان فيندم، هل يقول ولا يفعل، أو يتكلم ولا يفي؟ "(العدد ٢٣/ ١٩)، فالندم صفة الإنسان الجهول بعواقب الأمور "نصيح إسرائيل لا يكذب ولا يندم، لأنه ليس إنساناً ليندم"(صموئيل (١) ١٥/ ٢٩).
ولكن التوراة تناقض ذلك فتنسب إلى الله الندم على أمور صنعها، ومن ذلك ندمه على اختيار شاول لملك بني إسرائيل، حيث يقول:" ندمت على أني جعلت شاول ملكاً، لأنه رجع من ورائي، ولم يقم كلامي "(صموئيل (١) ١٥/ ١٠)، فهل الله يندم أم لا؟.
وتذكر التوراة أن الله لا يرى " حقاً أنت إله محتجب، يا إله إسرائيل "(إشعيا ٤٥/ ١٥)، والإنسان لا يقدر على رؤيته، فقد قال الله لموسى:" لا تقدر أن ترى وجهي لأن الإنسان لا يراني ويعيش "(الخروج ٣٣/ ١٩ - ٢٠).
لكن الأسفار التوراتية تذكر كثيرين رأوا الله، منهم شيوخ بني إسرائيل " لما صعد موسى وهارون وناراب وأبيهو وسبعون من شيوخ إسرائيل رأوا إله إسرائيل"(الخروج ٢٤/ ٩)، ومنهم يعقوب فقد رآه حين صارعه " فدعا يعقوب اسم المكان: " فينئيل " قائلاً: لأني نظرت الله وجهاً لوجه، ونجيت نفسي "(التكوين ٣٢/ ٣٠).