لكن سفر صموئيل يبرئ ساحة شاول من أحد هذه الآثام، فقد سأل شاولُ اللهَ قبل أن يلجأ للعرافة يقول السفر:" فسأل شاول من الرب، فلم يجبه الرب، لا بالأحلام ولا بالأوريم ولا بالأنبياء، فقال شاول لعبيده: فتشوا لي على امرأة صاحبة جان "(صموئيل (١) ٢٨/ ٦ - ٧)، فأي السفرين يصدق القارئ الكريم؟ هل سأل شاول الله أم لم يسأله قبل أن يسأل العرافة؟
- وليس خبر موت شاول بأعجب من خبر موت جليات الجتي الفلسطيني، فقد أماته الكتاب المقدس مرتين: أولاهما في أيام شاول على يد داود كما في سفر صموئيل الأول " وفيما هو يكلمهم إذا برجل مبارز، اسمه جليات الفلسطيني، من جتّ صاعد من صفوف الفلسطينيين " ثم يمضي السفر فيبين كيف قتله داود عليه السلام " فركض داود، ووقف على الفلسطيني، وأخذ سيفه، واخترطه من غمده، وقتله، وقطع به رأسه، فلما رأى الفلسطينيون أن جبارهم قد مات، هربوا "(صموئيل (١) ١٧/ ٢٣ - ٥١).
أما سفر صموئيل الثاني فيذكر أن الذي قتل جليات هو ألحانان بن يعري، وذلك زمن حكم داود " ثم كانت أيضاً حرب في جوب مع الفلسطينيين، فألحانان بن يعري أرجيم البيت لحمي قتل جليات الجتّي "(صموئيل (٢) ٢١/ ١٩)، فأيهما قَتل جليات، داود أم ألحانان؟
يحاول كاتب سفر الأيام حل هذه المعضلة، فيقول:" وكانت أيضاً حرب مع الفلسطينيين، فقتل ألحانان بن ياعور لحمي أخا جليات الجتّي"(الأيام (١) ٢٠/ ٥)، فالمقتول على يد داود هو جليات، والمقتول على يد ألحانان هو أخوه، وما جاء في صموئيل الثاني خطأ غير مقصود، وسببه كما نقل القس صموئيل عن بعض العلماء أنه "حدث هذا الخلط عند إعادة كتابة سفر صموئيل للتشابه في العبرية بين كلمة (???)، وهي أداة المفعول به، والكلمة (?????) التي تعني أخا، وبهذا يكون الحانان قتل أخا