- ومن التناقضات الغريبة ما ورد في آخر سفر صموئيل الأول وأول سفر صموئيل الثاني، حيث يتحدث السفران عن نهايتين مختلفتين للملك شاول، فيقول السفر الأول بموته منتحراً بسيفه، فقد جاء فيه:"فقال شاول لحامل سلاحه: استل سيفك واطعنّي به، لئلا يأتي هؤلاء الغلف ويطعنوني ويقبحوني، فلم يشأ حامل سلاحه، لأنه خاف جداً، فأخذ شاول السيف، وسقط عليه، ولما رأى حامل سلاحه أنه قد مات شاول، سقط هو أيضاً على سيفه ومات معه"(صموئيل (١) ٣١/ ٤ - ٥).
ولكن لو ألقى القارئ ببصره إلى الصفحة التالية فإنه واجد أن شاول مات بيد رجل من العماليق وأن داود قتله انتقاماً لشاول مسيح الرب، حيث يقول السفر الثاني:"فقال الغلام الذي أخبره: اتفق أني كنت في جبل جلبوع، وإذا شاول يتوكأ على رمحه، وإذا بالمركبات والفرسان يشدّون وراءه، فالتفت إلى ورائه، فرآني، ودعاني فقلت: ها أنذا، فقال لي: من أنت؟ فقلت له: عماليقي أنا. فقال لي: قف عليّ واقتلني، لأنه قد اعتراني الدوار، لأن كل نفسي بعد فيّ. فوقفت عليه، وقتلته، لأني علمت أنه لا يعيش بعد سقوطه، وأخذت الإكليل الذي على رأسه والسوار الذي على ذراعه، وأتيت بهما إلى سيدي ههنا"(صموئيل (٢) ١/ ٦ - ١٠)، فهل قتل شاول نفسه أم قتله الرجل العماليقي؟ وما سبب ورود الطريقتين معاً في الكتاب؟
يجيب محققو الرهبانية اليسوعية:"تقليد آخر في موت شاول .. وهي مزيج من عناصر مختلفة".
- وأياً كانت طريقة موت شاول فإن الله قتله نتيجة لأخطائه، والتي منها أنه لجأ إلى العرّافة ولم يسأل الله "فمات شاول بخيانته التي بها خان الرب، من أجل كلام الرب الذي لم يحفظه، وأيضاً لأجل طلبه إلى الجان للسؤال، ولم يسأل من الرب، فأماته"(الأيام (١) ١٠/ ١٣).