للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن الأخبار التوراتية المتناقضة:

- أنه جاء في سفر الملوك " كان أخزيا ابن اثنتين وعشرين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة" (الملوك (٢) ٨/ ٢٦).

وفي سفر الأيام ما يناقضه: "كان أخزيا ابن اثنتين وأربعين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة" (الأيام (٢) ٢٢/ ٢).

وما جاء في الأيام خطأ ولا ريب، إذ أن يهورام الملك والد أخزيا قد مات وعمره أربعون سنة، وتولى الحكم بعده ابنه أخزيا، فلا يمكن أن يكون عمر ابنه أخزيا حينذاك اثنين وأربعين سنة.

لذلك عمد محققو الترجمة العربية المشتركة إلى تصحيح الخطأ في سفر الأيام، فالنص عندهم: "وكان أخزيا ابن عشرين سنة حين ملك، وملك سنة واحدة بأورشليم" (الأيام (٢) ٢٢/ ٢)، لكنه - وللأسف - لم يصحح في مئات التراجم العالمية التي يتداولها المسيحيون في العالم.

وقد أقر القس الدكتور منيس عبد النور في دفاعه الحميم عن الكتاب المقدس الموسوم بـ "شبهات وهمية"؛ أقر بوقوع خطأ في سفر الأيام، وردّه إلى غلطة الناسخ، لتشابه الحرف العبراني الذي يدل على الرقم (٢) مع الحرف الذي يدل على الرقم (٤)، لكنه قلل من أهميته، لأن "غلطة الناسخ هذه لا تُغير عقيدة يهودية ولا مسيحية"! (١)

وهنا نتساءل: إن كان الخطأ وقع من ناسخ واحد من نساخ المخطوطات التي يتفاخرون بكثرتها، فلم تركوا المخطوطات الصحيحة، وأخذوا بالخاطئ منها، ومتى سيصلحون هذا الخطأ.


(١) شبهات وهمية حول الكتاب المقدس، القس منيس عبد النور، ص (١٦٦).

<<  <   >  >>