للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والفلسطينيين تقدم داود لمبارزة جليات، وقبيل المبارزة اجتمع داود مع الملك شاول، وجرى بينهما حوار طويل (انظر صموئيل (١) ١٧/ ٣٢ - ٣٧)، ثم ألبس شاولُ داودَ ثيابه، وقلّده سيفه، فخرج داود لقتاله. (انظر صموئيل (١) ١٧/ ٣٨ - ٤٠).

وهنا يفجر كاتب السفر مفاجأة غير متوقعة، فيقول: "ولما رأى شاولُ داودَ خارجاً للقاء الفلسطيني قال لأبنير رئيس الجيش: ابن من هذا الغلام يا أبنير؟ فقال أبنير: وحياتك أيها الملك لست أعلم. قال الملك: اسأل ابن من هذا الغلام؟ ولما رجع داود من قتل الفلسطيني أخذه أبنير، وأحضره أمام شاول ورأس الفلسطيني بيده. فقال له شاول: ابن من أنت يا غلام؟ فقال داود: ابن عبدك يسّى البيتلحمي" (صموئيل (١) ١٧/ ٥٥ - ٥٨)، إن كاتب هذا المشهد الأخير غريب عن السفر لا يدري بأن داود معروف عند الملك وبلاطه، وأنه كان قبل هنيهة في اجتماع مع الملك استعداداً لهذه المبارزة، ولا يتصور غياب قائد الجيش عن هذا الحدث الكبير.

وأمام هذه المعضلة يحار شراح الكتاب المقدس، ولندع القارئ الكريم يستمتع قليلاً بقراءة التفسيرات البهلوانية الباردة التي يقدمها لنا مفسرو التفسير التطبيقي: "رغم أن داود عزف على العود مرات عديدة أمام شاول؛ فإن سؤال شاول لأبنير يدل على أن شاول لم يكن يعرف داود جيداً، وهناك بضعة تفسيرات لهذه العبارة المحيرة: ١ - حيث إنه كان مقرراً أن يتزوج داود ابنة شاول في حال نجاحه (١٧/ ٢٥) أراد شاول أن يعرف المزيد عن عائلة داود. ٢ - لعل حالة شاول العقلية المضطربة منعته من تمييز داود. ٣ - كان داود ما زال يعمل في قصر شاول، وربما لم يكن شاول قد اهتم بالتعرف به أو معرفة الكثير عنه ". (١)


(١) التفسير التطبيقي، نخبة من العلماء اللاهوتيين، ص (٦٠٣).

<<  <   >  >>