- المخطوطة السينائية، وتعود للقرن الرابع أو الخامس الميلادي، وتضم أجزاء من سفر التكوين وأسفاراً من أسفار الأنبياء والحكمة، إضافة إلى أسفار الأبوكريفا. (١)
وكمثال لما ذكره جرانت ودائرة المعارف البريطانية وغيرهما من إضافات النساخ وأخطائهم نسوق بعض الأمثلة:
- ونبدأ بما جاء في سفر صموئيل من إدراج للناسخ وسهو في مكان إدراجه، حيث يقول متحدثاً عن قصة ذهاب شاول وغلامه إلى النبي صموئيل:" فعاد الغلام وأجاب شاولَ، وقال: هوذا يوجد بيدي ربع شاقل فضة، فأعطيه لرجل الله، فيخبرنا عن طريقنا، سابقاً في إسرائيل هكذا كان يقول الرجل عند ذهابه ليسأل الله: هلم نذهب إلى الرائي، لأن النبي اليوم كان يدعى سابقاً: الرائي، فقال شاول لغلامه: كلامك حسن، هلم نذهب، فذهبا إلى المدينة التي فيها رجل الله، وفيما هما صاعدان في مطلع المدينة صادفا فتيات خارجات لاستقاء الماء، فقالا لهنّ: أهنا الرائي؟ فأجبنهما وقلن: نعم، هوذا هو أمامكما"(صموئيل (١) ٩/ ٨ - ١٢).
فالتوضيح لمعنى الرائي، وأنها لفظة قديمة بمعنى النبي، هذا التوضيح ليس من كاتب السفر صموئيل (كما يقولون)، بل هو من توضيح الناسخ الذي أدرك الغموض الذي سيواجهه قارئ السفر بعد أن اندثر استخدام كلمة (الرائي) منذ زمن بعيد.
هذا وقد اندثرت هذه الكلمة بعد صموئيل بوقت بعيد، إذ نراها مستعملة أيام الملك عزيا، حيث قال أمصيا للنبي عاموس:"فقال أمصيا لعاموس: أيها الرائي، اذهب اهرب إلى أرض يهوذا"(عاموس ٧/ ١٢).
(١) انظر: المدخل إلى العهد القديم، القس الدكتور صموئيل يوسف، ص (٥٦ - ٥٨)، وقاموس الكتاب المقدس، ص (٨٤٦ - ٨٤٨).