للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فكيف أضحت هذه الزيادة من الناسخ جزءاً من الوحي وفقرة من فقرات من الكتاب المقدس؟

ومن المهم أيضاً أن نلاحظ أن هذا المقطع المدرج من الناسخ لم يرد في موضعه الصحيح، بل ظهر في الفقرة التاسعة بلا مقدمات ولا معنى، وسببه أن الناسخ قفز قلمه سطرين، ووضع إضافته قبل مجيء محلها، فالمفروض أن يكون بعد ورود كلمة الرائي، عند الفقرة العاشرة، فالنص لابد وأن يعاد ترتيب عباراته، ليستقيم المعنى، فيكون كالتالي: " فذهبا إلى المدينة التي فيها رجل الله، وفيما هما صاعدان في مطلع المدينة صادفا فتيات خارجات لاستقاء الماء، فقالا لهنّ: أهنا الرائي؟ (سابقاً في إسرائيل هكذا كان يقول الرجل عند ذهابه ليسأل الله: هلم نذهب إلى الرائي، لأن النبي اليوم كان يدعى سابقاً: الرائي)، فأجبنهما وقلن: نعم، هوذا هو أمامكما"، وبهذا فقط يستقيم النص المدرج من الناسخ مع بقية عبارات السفر.

- وفي ثنايا سفر صموئيل الأول وردت كلمة الجلجال مرتين، فأخطأت عين الناسخ الأولى منهما، فأثبت الثانية فقط، وسها عن الأولى وما بعدها في السياق، يقول: " وقام صموئيل، وصعد من الجلجال إلى جبعة بنيامين" (صموئيل (١) ١٣/ ١٥)، وقد تنبه المترجم اليوناني إلى وجود السقط فأثبته، وهو في نسخة الرهبانية اليسوعية هكذا: " وقام صموئيل، وصعد من الجلجال، ليمضي في سبيله، وصعد بقية الشعب وراء شاول لملاقاة الشعب المحارب، وذهب من الجلجال إلى جبع بنيامين".

- ومثله سواء بسواء صنع الناسخ في سفر الملوك، حين تكررت في السياق كلمة (فأرسل) مرتين، فأثبت الثانية منهما فقط، وحذف ما بينها وبين الأولى، وذلك في قوله: "هرب إلى خيمة الرب وها هو بجانب المذبح، فأرسل سليمان بناياهو بن يهوياداع" (الملوك (١) ٢/ ٢٩)، وقد تنبه محققو الرهبانية اليسوعية للسقط فأكملوه،

<<  <   >  >>