تظهر أن لها أكثر من كاتب بدليل تكرار أكثر من مائة مثل باللفظ أو بالمعنى كما في (١٨/ ٨ و ٢٦/ ٢٢ و١٩/ ٢٤).
وقد نص السفر على أن بعض هذه الأمثال لسليمان، فقد بدأ بقوله:" أمثال سليمان بن دواد ملك إسرائيل "(١/ ١) ثم عاد في الإصحاح العاشر، فأكد عليه.
وكذا في الإصحاح الخامس والعشرين يؤكد أن سليمان هو قائل هذا السفر، ويضيف بأن الذي نقلها عنه هم رجال الملك حزقيا، فيقول:" هذه أيضاً أمثال سليمان التي نقلها رجال حزقيا ملك يهوذا "(٢٥/ ١).
ولا نعرف من هم رجال حزقيا، ولا كيف وصلت إليهم كلمات النبي سليمان، وهل هم أيضاً أنبياء، علماً بأن حزقيا هو الملك الثاني عشر بعد سليمان؟
وفي الإصحاح الثلاثين تنسب مجموعة الأمثال إلى غير سليمان، ففيه " كلام أجور ابن منقية مسا"(أمثال ٣٠/ ١) ولا يذكر السفر نبوته ولا إلهاميته، بل يقول أجور عن نفسه:"إني أبلد من كل إنسان، وليس لي فهم إنسان"(الأمثال ٣٠/ ١).
وفي الإصحاح الذي يليه " كلام لموئيل ملك مسّا، علمته إياه أمه "(٣١/ ١)، ولا يذكر لنا السفر كيف اعتبر هذا الذي علمته أمه من الوحي؟
ويقول المدخل للآباء اليسوعيين (التوراة الكاثوليكية): "السفر ليس بكامله من تأليف هذا الملك، وهو يسند إلى مجموعتين مهمتين .. المجموعة المركبة قد اكتملت دون شك بشكلها النهائي بعد السبي .. يستحيل تحديد أصل هذه المجموعات حتى المسندة منها إلى سليمان .. إن عدداً كبيراً من هذه الأمثال لا صفة دينية لها البتة ".
وأما مؤلفو المدخل إلى الكتاب المقدس، فيرون أن السفر من إنتاج عدد غير معلوم من المؤلفين المجهولين، وقد علم من السفر أسماء ثلاثة منهم فقط، يقول المدخل: " اشترك في كتابة سفر الأمثال العديد من الكتَّاب منهم ثلاثة مذكورون فيه