بالاسم وهم: سليمان وآجور ولموئيل، وهناك قسم واحد من السفر على الأقل مجهول الكاتب". (١)
وأما سفر الجامعة فقد جاء في أوله: " كلام الجامعة بن داود الملك في أورشليم " (١/ ١) وفي موضع آخر يقول: " أنا الجامعة، كنت ملكاً على إسرائيل في أورشليم " (١/ ١٢).
وليس في ملوك بني إسرائيل من اسمه الجامعة، وقد ذكروا في أيام (١) ٣/ ١ - ٢٢، لذلك ينسبه الكهنوتيون إلى سليمان، ولا يصح هذا لأنه يقول: " رأيت تحت الشمس موضع الحق هناك الظلم، وموضع العدل هناك الجور ... " (٣/ ١٦).
ومثل هذه الصورة التشاؤمية لا يمكن أن تصدر عن النبي سليمان الملك الذي يملك رفع الحق وتثبيته، ومثله " ثم رجعت ورأيت كل المظالم التي تجري تحت الشمس، فهُوَذا دموع المظلومين، ولا معز لهم من يد ظالميهم " (٤/ ١)، ومثله كثير، فالسفر يحمل صورة تشاؤمية لا يمكن أن تصدر عن نبي ملك.
وأما سفر نشيد الإنشاد فهو أشد الأسفار إثارة، وقد تعرض لتردد كثير حتى قُبل وأضيف للكتاب المقدس، ويرى المحققون أنه يعود إلى القرن الثالث أو الثاني قبل الميلاد، وإن اشتمل على بعض الأغاني القديمة جداً.
يقول عنه المدخل الفرنسي: " إن هذا الكتاب الصغير يمثل مسألة من أشد الأمور المتنازع عليها في نصوص الكتاب المقدس، فما معنى تلك القصيدة أو تلك المجموعة من القصائد الغزلية في العهد القديم .. لا نجد فيه أي مفتاح للسيرة. من الذي ألفه؟ وفي أي تاريخ؟ ولماذا ألف؟ .. من الواضح أن مؤلفه ليس سليمان "،
(١) انظر: مدخل إلى الكتاب المقدس، جون بالكين وآخرون، ص (٢٠٧).