للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويأمرون بالصبر عند البلاء، والشكر عند الرخاء، والرضا بمر القضاء، ويدعون إلى مكارم الأخلاق، ومحاسن الأعمال، ويقولون: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا» كما في الحديث (١) .

ويندبون إلى أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك، ويأمرون ببر الوالدين، وصلة الأرحام، وحسن الجوار، والإحسان إلى اليتامى والمساكين وابن السبيل، والرفق بالمملوك.

وينهون عن الفخر والخيلاء، والبغي، والاستطالة على الخلق بغير حق، ويأمرون بمعالي الأخلاق، وينهون عن سفلها.

وكل ما يقولونه ويفعلونه من هذا وغيره فإنما هم فيه متبعون للكتاب والسنة، وطريقهم هو دين الإسلام، الذي بعث الله به محمدا صلى الله عليه وسلم لكن لما أخبر النبي أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة، كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة (٢) وفي حديث أنه قال: «هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم


(١) رواه الترمذي (١١٧٢) وقال: "حسن صحيح " وأحمد (٢ / ٤٧٢ و ٢٥٠) وابن حبان (١٣١١ موارد) والحاكم (١ / ٣) .
(٢) رواه أبو داود (٤٥٩٧) وابن أبي عاصم في "السنّة " (٢ و ٦٥) واللالكائي في "شرح الاعتقاد" (١٥٠) وأحمد (٤ / ١٠٢) والحاكم (١ / ١٢٨) والآجري في "الشريعة " (ص ١٨) عن معاوية رضي الله عنه ورواه ابن ماجه (٣٩٩٣) والآجري (ص ١٦) عن أنس ورواه ابن ماجه أيضا (٣٩٩٢) وابن أبي عاصم (٦٣) واللالكائي (١٤٩) عن عوف بن مالك الأشجعي ورواه الآجري (ص ١٧ -١٨) عن سعد بن أبي وقاص.
ورواه الترمذي (٢٧٧٨) والآجري (ص ١٥) وابن حبان (١٨٣٤ موارد الظمآن) والحاكم (١ / ١٢٨) عن أبي هريرة الحديث ولكن لم يذكروا فيه "وهي الجماعة " وكذا رواه الدارمي (٢ / ٢٤١) وابن أبي عاصم في "السنّة" (٦٦ و ٦٧) عن معاوية رضي الله عنه.
والحديث صحيح لا شك في صحته وقد صححه جمع من الحفاظ انظر "السلسلة الصحيحة". (٢٠٣) لذلك وللرد على الكوثري في هذا الحديث.

<<  <   >  >>