للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا هل عسى رجل يبلغه الحديث عني وهو متكئ على أريكته، فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله تعالى فما وجدنا فيه حلالًا استحللناه وما وجدنا فيه حرامًا حرمناه وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم كما حرم الله» أخرجه أبو داود والترمذي (١) .

وزاد أبو داود في أوله «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه» وذكره بمعناه. والأريكة: السرير في الجملة وقيل: هو كل ما اتكئ عليه.

وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن مثل ما بعثني الله تعالى به من الهدى والعلم، كمثل غيث أصاب أرضًا، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ، والعشب الكثير، وكان منها أجادب، أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا منها، وسقوا وزرعوا. وأصاب طائفة منها أخرى، إنما هي قيعان، لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله، ونفعه بما بعثني الله تعالى به، فعلِمه وعلَّمه، ومثل من لم يرفع بذلك رأسًا، ولم يقبل هدى الله تعالى الذي أرسلت به» رواه الشيخان (٢) .

وعن ابن مسعود قال: «إن أحسن الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وإنما توعدون لآت، وما أنتم بمعجزين» رواه البخاري (٣) .


(١) الترمذي (٢٨٠٢) ، وروى أبو داود (٤٦٠٤) نحوه وأوله كما ذكر المؤلف: "ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه" وانظر سنن ابن ماجه (١٢) وشرح السنّة (١ / ٢٠١) "والشريعة" للآجري (ص ١١) وغيرها.
والمقدام بن معْد يكرب الكندي صحابي مشهور مات (سنة ٨٧ هـ على الصحيح) ، تقريب.
(٢) البخاري (١ / ١٧٥ فتح الباري) ومسلم (٢٢٨٢) .
وأبو موسى الأشعري صحابي مشهور مات (سنة ٥٠ وقيل بعدها) ، تقريب.
والكلأ: العشب، وأجادب: جمع "جدب": الأرض الصلبة التي لا ينضب منها الماء، وقيعان: جمع قاع وهو الأرض المستوية الملساء التي لا تنبت، كذا في "الفتح" (١ / ١٧٦- ١٧٧) .
(٣) (١٢ / ٢٤٩ فتح الباري) .

<<  <   >  >>