للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

وقال عبد الله بن مرزوق (١) الصدفي: لما نعى إلي ابن عمي خالد بن يزيد (٢) وكان توفي بالإسكندرية لقيني موسى بن عُلَيّ (٣) بن رباح، وعبد الله بن لَهِيعة والليث بن سعد متفرقين، كلهم يقولون: أليس مات بالإِسكندرية! فأقول: بلى فيقولون: هو حي عند الله يرزق، ويجري عليه أجر رباطه ما قامت الدنيا، وله أجر شهيد حتى يحشر على ذلك (٤).

ومن عجائبها المنارة، وطولها مائتان وثمانون ذراعًا، وكان لها مرآة ترى فيها من يمر بالقسطنطينية.

وفيها الملعب الذي كانوا يجتمعون فيه، لا يرى أحدهم شيئًا دون صاحبه ولا يتظالمون (٥)، ينظر وجه كل واحد منهم تلقاء وجه صاحبه، إن عمل أحدهم شيئًا أو تكلم أو قرأ كتابًا أو لعب لونًا من الألوان سمعه الباقون، ونظر إليه القريب والبعيد سواء.

وفيه كانوا يترامون بالكرة، فمن دخلت كمه ولي مصر، وكان عمرو بن العاص قد دخل تاجرًا في الجاهلية بالأدم والقطن (٦)، فشهد هذا الملعب فيمن ينظر، فدخلت الكرة كمه، فأنكروا ذلك، وقالوا: ما كذبتنا هذه الكرة قط! أنى لهذا الأعرابي بولاية مصر! فأعادوها، فعادت الكرة إلى كمه مرات فتعجبوا من ذلك، إلى أن جاء الله بالإِسلام، وكان من أمره ما كان (٧).


(١) في: أ "ابن مروان" تحريف، والصواب في: ب، ج وحسن المحاضرة.
(٢) في: أ "زيد" تحريف، والصواب في: ب، ج، وحسن المحاضرة، وخطط المقريزى.
(٣) عُلَى: بضم العين وفتح اللام (تقريب التهذيب ت ٤٧٣٢).
(٤) حسن المحاضرة ١/ ١٦٤، الخطط ١/ ١٦٢.
(٥) عبارة المقريزى في: الخطط ١/ ١٥٨ "لا يتظالمون فيه بأكثر من مراتب العلية والسفلية".
(٦) ب "العطر" والمثبت في: أ، ج، وابن سعيد في: المغرب ص ١٦.
(٧) ذكر ذلك، المقريزى في: الخطط ١/ ١٥٩، والسيوطى في: حسن المحاضرة ١/ ٩٥، وابن سعيد في المغرب ١٦.