للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
مسار الصفحة الحالية:

وبها السواري والمسلتان، وعجائبهما وآثارهما أكثر من أن تحصى، حتى إن خليجها مبلط بالرخام من أوله إلى آخره يوجد كذلك إلى اليوم.

وقال الذين ينظرون في الأعمار والأهوية والبلدان بمريوط من كورة الإسكندرية، ووادي فرغانة (١).

وذكر أهل العلم (٢) أن المنارة كانت في وسط الإسكندرية حتى غلب عليه البحر، فصارت في جوفه، ترى الأبنية والأساسات في البحر عيانًا إلى يوم القيامة (٣).

ومنها كورة الفيوم (٤): وهي ثلاثمائة وستون قرية، دبرت على عدد أيام السنة لا تقصر عن الري، فإن قصر النيل سنة من السنين مارت كل قرية منها مصر يومًا واحدًا.

وليس في الدنيا بلد بني بالوحى (٥) غير هذه الكورة، ولا بالدنيا بلد أنفس منه ولا أخصب ولا أكثر خيرًا ولا أغزر أنهارًا.

ولو قايسنا بأنهار الفيوم أنهار البصرة ودمشق، لكان لنا بذلك الفضل. ولقد عد جماعة من أهل العقل والمعرفة مرافقها وخيرها فإذا هي لا تحصى،


(١) المقريزى، الخطط ١/ ١٦٢.
(٢) ينسب المقريزى هذا النص، إلى عمر بن أبي عمر الكندى في: "فضائل مصر" وانظر الخطط ١/ ١٥٨.
(٣) عبارة المقريزى في الخطط: "ألا ترى الأبنية والأساسات في البحر إلى الآن عيانا؟ ".
(٤) من هنا حتى قوله: سبعين صنفا، ينسبه المقريزى إلى ابن الكندى في: "فضائل مصر"، وانظر الخطط ١/ ٢٤٩.
(٥) هكذا في الأصول، وهو يوافق ما في: حسن المحاضرة ٦٦١. وفى الخطط: "الرحى". وعبارة السيوطى: وهى مدينة دبرها يوسف عليه السلام بالوحى، وليس في الدنيا بلد بنى بالوحى غيرها.