للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وعبد الله بن عمرو (١)، وأبي أيوب الأنصاري (٢) وابن عباسٍ (٣) وغيرهم مِنَ الصَّحابة.

فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ كان يؤمِنُ باللهِ واليوم الآخر" فليفعل كذا وكذا، يدلُّ على أن هذه الخصال مِنْ خصال الإِيمان، وقد سبق أن الأعمال تدخلُ في الِإيمان، وقد فسر النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الإيمان بالصبر والسماحة (٤)، قال الحسن: المراد: الصبر عن المعاصي، والسماحة بالطَّاعة (٥).

وأعمال الإِيمان تارة تتعلَّق بحقوق الله، كأداءِ الواجبات وترك المحرمات، ومِنْ ذلك قولُ الخير، والصمتُ عن غيره.

وتارةً تتعلق بحقوق عبادِه كإكرام الضيف، وإكرام الجارِ، والكفِّ عن أذاه، فهذه ثلاثة أشياء يؤمر بها المؤمن: أحدها قولُ الخيرَ والصمت عما سواه، وقد روى الطبراني من حديث أسودَ بنِ أصرم المحاربي، قال: قلت: يا رسول الله أوصني، قال: "هل تملك لسانك؟ " قلت: ما أملك إذا لم أملك لساني؟ قال: "فهل تملك يدك؟ " قلت: فما أملك إذا لم أملك يدي؟ قال: "فلا تَقُلْ بلسانك إلا معروفًا، ولا تبسُط يدَك إلَّا إلى خير" (٦).


(١) رواه أحمد ٢/ ١٧٤، وفيه ابن لهيعة، وهو سيء الحفظ، وذكره الهيثمي ٨/ ١٦٧، وزاد نسبته للطبراني، وحسن إسناده.
(٢) رواه الطبراني (٣٨٧٣)، والبيهقي ٧/ ٣٠٩، وصححه ابن حبان (٥٥٩٧)، والحاكم ٤/ ٢٨٩ ووافقه الذهبي!
(٣) رواه الطبراني في "الكبير" (١٠٨٤٣)، والبزار (١٩٢٦)، وفيه مَنْدَل بن علي وأبو صالح باذام، وهما ضعيفان.
(٤) تقدم تخريجه.
(٥) تقدم تخريجه.
(٦) رواه الطبراني في "الكبير" (٨١٨)، وذكره الهيثمي في "المجمع" ١٠/ ٣٠٠، وحسَّن إسناده.

<<  <  ج: ص:  >  >>