عَنِ المِقدامِ بن مَعدِ يَكرِبَ قالَ: سَمِعْتُ رَسولَ اللّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقولُ:"ما مَلأ آدميُّ وِعاءً شَرًّا مَنْ بَطْنٍ، بحَسْبِ ابن آدمَ أَكَلاتٌ يُقِمْنَ صُلبَهُ، فإنْ كانَ لا مَحالَةَ، فَثُلثٌ لِطعامِهِ، وثلُثٌ لِشَرابِهِ، وثُلُثٌ لِنَفسه" رواهُ الإمامُ أحمَدُ والتِّرمِذيُّ والنَّسائيُّ وابنُ ماجَهْ، وقَالَ التِّرمِذيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ (١).
هذا الحديثُ خرَّجه الإمام أحمد والترمذي من حديث يحيى بن جابر الطائي عن المقدام، وخرجه النسائي من هذا الوجه ومن وجه آخر من رواية صالح بن يحيى بن المقدام عن جدِّه، وخرّجه ابنُ ماجه من وجه آخر عنه وله طرق أخرى.
وقد رُوي هذا الحديث مع ذكر سببه، فروى أبو القاسم البغوي في "معجمه" من حديث عبد الرحمن بن المُرَقَّع، قال: فتح رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - خيبر وهي مخضرةٌ من الفواكه، فواقع الناسُ الفاكهةَ، فمغثتهمُ الحُمَّى، فشَكَوْا إلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّما الحمى رائدُ الموت وسجنُ الله في
(١) رواه أحمد ٤/ ١٣٢، والترمذي (٢٣٨٠)، وابن ماجه (٣٣٤٩)، والنسائي في "الكبرى" كما في "التحفة" ٨/ ٥٠٩ و ٥١٢، ورواه أيضًا ابن المبارك في "الزهد" (٦٠٣)، والطبراني في "الكبير" ٢٠/ (٦٤٤) و (٦٤٦)، والقضاعي في "الشهاب" (١٣٤٠) و (١٣٤١)، وصححه ابن حبان (٥٢٣٦)، والحاكم ٤/ ١٢١ و ٣٣١ - ٣٣٢، ووافقه الذهبي، وفي المطبوع من "سنن الترمذي" قال: حسن صحيح، وكذا هو في "عارضة الأحوذي" لأبي بكر بن العربي و"تحفة الأحوذي" للمباركفوري. وفي "تحفة الأشراف" للحافظ المزي: قال: حسن، وفي بعض النسخ: حسن صحيح.