للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الأرض، وهي قطعةٌ من النار، فإذا أخذتكم فبرِّدوا الماء في الشِّنان، فصبُّوها عليكم بين الصَّلاتين" يعني المغرب والعشاء، قال: ففعلوا ذلك، فذهبت عنهم، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: "لم يخلُقِ الله وعاءً إذا مُلِئَ شرًا من بطن، فإن كان لا بدَّ، فاجعلوا ثُلُثًا للطَّعام، وثُلثًا للشَّراب، وثُلثًا للرِّيح" (١).

وهذا الحديثُ أصلٌ جامعٌ لأصول الطب كُلِّها. وقد رُوي أن ابنَ ماسويه الطبيبَ لمَّا قرأ هذا الحديث في "كتاب" أبي خيثمة، قال: لو استعملَ الناسُ هذه الكلمات، سَلِموا مِنَ الأمراض والأسقام، ولتعطَّلت المارستانات ودكاكين الصيادلة، وإنَّما قال هذا؛ لأنَّ أصل كلِّ داء التُّخَم، كما قال بعضهم: أصلُ كُلِّ داء البَرَدةُ (٢)، وروي مرفوعًا ولا يصحُّ رفعه (٣).

وقال الحارث بن كَلَدَة طبيبُ العرب: الحِمية رأسُ الدواء، والبِطنةُ رأسُ


(١) ورواه الطبراني في "الكبير" والبيهقي في "دلائل النبوة" ٦/ ١٦٠ - ١٦١، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٥٩) من طريق المُحبَّرِ بن هارون، عن أبي يزيد المقرئ، عن عبد الرحمن بن المرقع، والمحبر بن هارون مجهول.
وللقسم الأول من الحديث شاهد من حديث الحسن البصري مرسلًا، رواه هناد في "الزهد" (٤٧)، والقضاعي في "مسند الشهاب" (٥٨)، وابن أبي الدنيا في "المرض والكفارات"، والبيهقي في "الشعب" كما في "الجامع الصغير" للسيوطي.
(٢) البَرَدةُ: هي التخمة. قال الخطابي في "إصلاح غلط المحدثين" ص ٧٠: وأصحاب الحديث يقولون: "البَرْد" وهو غلط.
(٣) رواه ابن حبان في "المجروحين" ١/ ٢٠٤، وابن عدي في "الكامل" ٢/ ٥١٣، والعقيلي في "الضعفاء" ١/ ١٦٩، والدارقطني في "العلل" من حديث أنس مرفوعًا، وفيه تمام بن نجيح، وهو ضعيف جدًّا، وقال الخطابي في "إصلاح غلط المحدثين": هو من قول عبد الله بن مسعود، وقال الدارقطني: الأشبه بالصواب أنه من قول الحسن البصري.

<<  <  ج: ص:  >  >>