للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وفي "صحيح البخاري" (١) عن أبي هُريرة رضي الله عنه، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الرَّجلَ ليتكلمُ بالكلمة مِنْ رضوان الله لا يُلقي لها بالًا يرفعه الله بها درجاتٍ، وإن العبدَ ليتكلم بالكلمة من سَخَطِ الله لا يُلقي لها بالًا يهوي بها في جهنَّم".

وخرَّج الإِمام أحمد (٢) من حديث سليمان بن سُحيم، عن أمِّه، قالت: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: "إن الرجلَ ليدنو من الجنة حتَّى ما يكونَ بينه وبينَها إلا ذراعٌ فيتكلم بالكلمة، فيتباعد منها أبعدَ مِن صنعاء".

وخرَّج الإمام أحمد، والترمذي، والنسائي من حديث بلالِ بنِ الحارث قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إنَّ أحدكم ليتكلَّمُ بالكلمة مِن رضوان الله ما يَظُنُّ أن تَبلُغَ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانَه إلى يوم يلقاه، وإنَّ أحدَكُم ليتكلَّمُ بالكلمة من سخط الله ما يظنُّ أن تَبْلُغَ ما بلغت، فيكتب الله عليه بها سَخطه إلى يوم يلقاه" (٣).

وقد ذكرنا فيما سبق حديثَ أمِّ حبيبة عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "كلامُ ابنِ آدم عليه لا له، إلا الأمرَ بالمعروف، والنهيَ عن المنكر، وذكر الله عزّ وجلَّ" (٤).

فقوله - صلى الله عليه وسلم -: "فليقل خيرًا أو ليصمُت" أمر بقول الخير، وبالصمت عمَّا عداه، وهذا يدلُّ على أنَّه ليس هناك كلام يستوي قولُه والصمت عنه، بل إما


(١) برقم (٦٤٧٨).
(٢) ٤/ ٦٤، وفيه محمد بن إسحاق، وهو مدلس، وقد عنعن.
(٣) رواه أحمد ٣/ ٤٦٩، والترمذي (٢٣١٩)، وابن ماجه (٣٩٦٩)، والنسائي في "الكبير" كما في "التحفة" ٢/ ١٠٣، وقال الترمذي: حسن صحيح، وصححه ابن حبان (٢٨٠) و (٢٨١)، والحاكم ١/ ٤٥ - ٤٦.
(٤) تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>