للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وخرَّج الحاكمُ من حديث أبي جُحيفة قال: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يشكو جارَه، فقال له: "اطرح متاعَك في الطَّريق"، قال: فجعل النَّاسُ يمرُّون به فيلعنونه، فجاء إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال: يا رسولَ الله، ما لقيتُ من الناس، قال: "وما لقيتَ منهم؟ " قال: يلعنوني، قال: "فقد لعنك الله قبلَ النَّاسِ"، قال: يا رسولَ الله، فإني لا أعود (١). وخرّجه أبو داود (٢) بمعناه من حديث أبي هريرة، ولم يذكر فيه: "فقد لعنك الله قبل الناس".

وخرَّج الخرائطي من حديث أمِّ سلمة، قالت: دخلت شاةٌ لجارٍ لنا، فأخذت قرصةً لنا، فقمت إليها فاجتذبتها (٣) من بين لَحْيَيْهَا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّه لا قليلَ من أذى الجار" (٤).

وأمَّا إكرامُ الجارِ والإحسانُ إليه، فمأمورٌ به، وقد قال الله عزَّ وجلَّ: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى


= ٤/ ١٦٦، ووافقه الذهبي، مع أن فيه أبا يحيى مولى جعدة بنت هبيرة لم يرو عنه غير الأعمش!
وقوله: "يتصدق بالأثوار" هو جمع ثور: وهو القطعة العظيمة من الأَقِط، وهو اللبن الجامد المستحجر.
(١) رواه الحاكم ٤/ ١٦٦، والبخاري في "الأدب المفرد" (١٢٥)، والبزار (١٩٠٣)، وفي إسناده سيء الحفظ ومجهول، ومع ذلك فقد صححه الحاكم ووافقه الذهبي، لكن رواية أبي داود الآتية وسندها حسن تشهد له.
(٢) رقم (٥١٥٣)، ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (١٢٤)، وسنده حسن، وصححه ابن حبان (٥٢٠)، والحاكم ٤/ ١٦٠، ووافقه الذهبي.
(٣) في (أ): "فأخذتها".
(٤) ورواه الطبراني في "الكبير" ٢٣/ (٥٣٥) وعنه أبو نعيم في "الحلية" ١٠/ ٢٧ دون قصة الشاة، وذكره الهيثمي في "المجمع" ٨/ ١٧٥، وقال: رجاله ثقات. وانظر حديث عائشة في "الأدب المفرد" (١٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>