للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال أبو أمامة: ما من عبدٍ يُهلّل تهليلةً، فيُنهْنِهُها شيءٌ دونَ العرشِ. وورد أنه لا يعدِلُها شيء في الميزان في حديث البطاقة المشهور، وقد خرَّجه أحمد والترمذي والنسائي، وفي آخره عندَ الإِمامِ أحمد: "ولا يثقل شيءٌ باسم الله الرحمن الرحيم" (١). وفي "المسند" (٢) عن عبد الله بن عمرو عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "إنَّ نوحًا عليه السلام لمَّا حضرته الوفاةُ، قال لابنه: آمرك بلا إله إلا الله،


= كما قال.
(١) رواه أحمد ٣/ ٢١٢، والترمذي (٢٦٣٩)، وابن ماجه (٤٣٠٠)، والحاكم ١/ ٥٢٩، وصححه ابن حبان (٢٢٥)، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله عز وجل يستخلِصُ رجلًا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينْشُرُ عليه تسعةً وتسعين سِجلًا، كُلّ سجلٍّ مَدُّ البصر، ثم يقول له: أتنكر من هذا شيئًا؟ أظلمتك كتبتي الحافظون؟ قال: لا يا رب، فيقول: ألك عذرًا وحسنة؟ فيُبهَتُ الرجلُ، فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنةً واحدة لا ظُلم اليوم عليك، فتُخرج له بطاقةٌ فيها: أشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، فيقول: أحضروه، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فيقال: إنك لا تُظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة، قال: فطاشت السجلاتُ، وثقلت البطاقةُ، ولا يثقل شيءٌ بسم الله الرحمن الرحيم".
قلت: وليس هو في "سنن النسائي" لا في الصغرى ولا في الكبرى.
السجل: هو الكتاب الكبير، ومعنى يبهت الرجل: ينقطع ويسكت متحيرًا مدهوشًا، والبطاقة: رقعة صغيرة يثبت فيها مقدار ما يجعل فيه إن كان عينًا فوزنه أوعدده، وإن كان متاعًا، فثمنه، وقوله: "ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم" كذا جاءت الرواية في مسند أحمد، ورواية الترمذي "ولا يثقل مع اسم الله شيء" ورواية ابن حبان: "لا يثقل اسم الله شيء".
(٢) ٢/ ١٧٠ و ٢٢٥، ورجاله ثقات، وصحح إسناده الحافظ ابن كثير في "البداية والنهاية" ١/ ١١٢، وانظر "مجمع الزوائد" ٤/ ٢١٩ - ٢٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>