للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان نومُه صدقةً مِنَ اللهِ تصدَّق بها عليه". خرَّجه النسائي وغيرُه من حديث عائشة، وخرَّجه ابن ماجه من حديث أبي الدرداء (١).

وفي "مسندي" بقي بن مخلد والبزار من حديث أبي ذرٍّ مرفوعًا: "ما من يوم ولا ليلة ولا ساعة إلا لله فيها صدقة يَمُنُّ بها على مَنْ يشاءُ مِنْ عِباده، وما منَّ الله على عبد مثلَ أن يُلهِمَهُ ذكره" (٢).

وقال خالدُ بن معدان: إن الله يتصدَّقُ كلَّ يوم بصدقة، وما تصدَّق الله على أحد من خلقِه بشيءٍ خيرٍ من أن يتصدَّق عليه بذكره.

والصدقة بغير المال نوعان:

أحدهما: ما فيه تعدية الإِحسان إلى الخلق، فيكون صدقةً عليهم، وربما كان أفضلَ من الصدقة بالمال، وهذا كالأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، فإنَّه دُعاءٌ إلى طاعة الله، وكفٌّ عن معاصيه، وذلك خيرٌ من النَّفع بالمال، وكذلك تعليمُ العلم النافع، وإقراءُ القرآن، وإزالةُ الأذى عن الطريق، والسعيُ في جلب النفع للناس، ودفعُ الأذى عنهم. وكذلك الدُّعاءُ للمسلمين والاستغفارُ لهم.

وخرَّج ابنُ مردويه بإسنادٍ فيه ضعفٌ عن ابن عمر مرفوعًا: "مَنْ كانَ له مالٌ، فليتصدَّق من ماله، ومن كان له قوَّةٌ، فليتصدَّق من قوَّته، ومن كان له عِلْمٌ، فليتصدَّق من عِلْمِه" (٣) ولعله موقوف.


(١) صحيح رواه النسائي ومالك ١/ ١١٧، وأبو داود (١٣١٤) من حديث عائشة (٣/ ٢٥٧)، ورواه ابن ماجه والنسائي ٣/ ٢٥٨ من حديث أبي الدرداء ٣/ ٢٥٨.
(٢) رواه البزار (٦٩٤)، ذكره الهيثمي في "المجمع" ٢/ ٢٣٦، وقال: فيه حسن بن عطاء، ضعفه أبو حاتم وغيره، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ ويدلس.
(٣) ذكر القسم الأخير منه السيوطي في "الجامع الكبير" ٢/ ٨٢٧، ونسبه لابن السني.

<<  <  ج: ص:  >  >>