للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد رُوِيَ في حديث أبي ذرٍّ زياداتٌ أخرى، فخرَّج الترمذي (١) من حديث أبي ذرٍّ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "تبسُّمك في وجه أخيك لك صدقةٌ، وأمرُك بالمعروف، ونهيُك عن المنكر صدقةٌ، وإرشادُك الرَّجُلَ في أرض الضَّلال لك صدقةٌ، وإماطتُك الحجرَ والشَّوكَ والعظمَ عن الطَّريق لك صدقةٌ، وإفراغُكَ من دلوِكَ في دلوِ أخيكَ لك صدقة.

وخرَّج ابن حبَّان في "صحيحه" (٢) من حديث أبي ذرٍّ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لَيْسَ من نفسِ ابن آدم إلَّا عليها صدقةٌ في كلِّ يوم طلَعت فيه الشَّمسُ". قيل: يا رسول الله، ومن أين لنا صدقة نتصدَّقُ بها؟ قال: "إن أبواب الخير لكثيرةٌ: التسبيحُ، والتكبير، والتحميد، والتهليل، والأمر بالمعروف، والنَّهيُ عن المنكرِ، وتميطُ الأذى عن الطَّريقِ، وتُسمعُ الأصمَّ، وتهدي الأعمى، وتدُلُّ المستَدِلَّ على حاجته، وتسعى بشدَّةِ ساقيكَ مع اللَّهفان المستغيثِ، وتحمِلُ بشدّةِ ذراعيكَ مع الضَّعيف، فهذا كُلُّه صدقةٌ منكَ على نفسك".

وخرَّج الإمام أحمد (٣) من حديث أبي ذرٍّ قال: قلتُ: يا رسولَ الله ذهبَ الأغنياءُ بالأجر، يتصدَّقون ولا نتصدَّق، قال: "وأنت فيك صدقةٌ: رفعُك العظمَ عَنِ الطَّريقِ صَدقةٌ، وهدايتُكَ الطَّريقَ صدقةٌ، وعونُكَ الضَّعيفَ بفضلِ قوَّتك صدقةٌ، وبيانُك عن الأَغتَم (٤) صدقةٌ، ومباضعتُك امرأتَك صدقةٌ"، قلت: يا


(١) برقم (١٩٥٦)، ورواه البخاري في "الأدب المفرد" (٨٩١)، وصححه ابن حبان (٤٧٤) (٥٢٩).
(٢) برقم (٣٣٧٧).
(٣) ٥/ ١٥٤.
(٤) الأغتم: قال في "اللسان": هو الذي لا يفصح شيئًا من الغتمة: وهو العجمة في المنطق، وفي المطبوع من مسند أحمد: "الأرتم" قال ابن الأثير: كذا وقع في الرواية، فإن كان محفوظًا فلعله من قولهم: رتمت الشيء: إذا كسرته، ويكون معناه معنى الأرت، وهو الذي لا يفصح الكلام ولا يصححه ولا يُبينه، وإن كان بالثاء، فهو الذي لا يصحح =

<<  <  ج: ص:  >  >>