للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

معين، فإنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - لم يكن له وقت معيَّنٌ يقصُّ على أصحابه فيه غير خطبه الراتبة في الجُمَعِ والأعياد، وإنما كان يذكرهم أحيانًا، أو عندَ حدوث أمرٍ يحتاجُ إلى التَّذكير عنده، ثم إنَّ الصحابة اجتمعوا على تعيين وقتٍ له كما سبق عن ابن مسعودٍ أنَّه كان يُذَكِّرُ أصحابه كل يوم خميس.

وفي "صحيح البخاري" (١) عن ابن عبَّاسٍ قال: حدِّث الناس كلَّ جمعة مرة، فإن أبيتَ، فمرَّتين، فإن أكثرت، فثلاثًا، ولا تُمِلَّ الناس.

وفي "المسند" (٢) عن عائشة أنها وصَّت قاصَّ أهلِ المدينة بمثل ذلك. وروي عنها أنها قالت لعُبيد بن عُميرٍ: حدِّثِ النَّاسَ يومًا، ودعِ الناس يومًا (٣)، لا تُملَّهم. وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه أمر القاصَّ أن يقصَّ كلَّ ثلاثة أيام مرَّة. ورُوي عنه أنه قال له: روِّح الناسَ ولا تُثقِلْ عليهم، ودَعِ القَصَصَ يوم السبت ويوم الثلاثاء.


(١) رقم (٦٣٣٧).
(٢) ٦/ ٢١٧، وإسناده صحيح، ولفظه: عن الشعبي قال: قالت عائشة لابن أبي السائب قاص أهل المدينة: ثلاثًا لتبايعني عليهن أو لأناجزنَّك، فقال: ما هُنَّ؟ بل أنا أبايعك يا أمَّ المؤمنين، قالت: اجتنب السجعَ من الدعاء، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه كانوا لا يفعلون ذلك، وقال إسماعيل مرة: فقالت: إني عهدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه وهم لا يفعلون ذاك، وقُصَّ على الناس في كل جمعة مرةً، فإن أبيت فثنتين، فإن أبيت فثلاثًا، فلا تمل الناسَ هذا الكتاب ولا ألفينك تأتي القومَ وهم في حديثٍ من حديثهم فتقطع عليهم، ولكن اتركهم فإذا جرؤوك عليه وأمروك به، فحدثهم.
ورواه بنحوه وبأخصر منه الطبراني في "الدعاء" (٥٤)، واختصره ابن أبي شيبة ١٠/ ١٩٩.
(٣) في "طبقات ابن سعد" ٥/ ٤٦٣ - ٤٦٤ عن عطاء قال: دخلت أنا وعبيد بن عمير على عائشة، فقالت: من هذا؟ فقال: أنا عُبيد بن عمير، قالت: قاص أهل مكة؟ قال: نعم، قالت: خفف، فإن الذكر ثقيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>