للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيدخلُ فيه مَنْ صلَّى بين العشاءين، ومن انتظرَ صلاة العشاءِ فلم ينم حتَّى يُصليها لا سيما مع حاجته إلى النوم، ومجاهدة نفسه على تركه لأداء الفريضة، وقد قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لمنِ انتظرَ صلاةَ العشاء: "إنَّكم لن تَزالوا في صلاةٍ ما انتظرتم الصَّلاة" (١).

ويدخلُ فيه مَنْ نامَ ثمَّ قام مِنْ نومه باللَّيل للتهجُّدِ، وهو أفضلُ أنواع التطوُّع بالصَّلاة مطلقًا.

وربما دخل فيه من ترك النَّوم عندَ طُلوعِ الفجر، وقام إلى أداء صلاةِ الصُّبح، لا سيما مع غَلَبَةِ النَّوم عليه، ولهذا يُشرع للمؤدن في أذان الفجر أن يقولَ في أذانه: الصَّلاةُ خَيرٌ مِن النوم.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "وصلاةُ الرَّجُلِ من جوف الليل" ذكر أفضلَ أوقات التهجُّد بالليل، وهو جوفُ الليل، وخرَّج الترمذي والنسائي من حديث أبي أمامة، قال: قيل: يا رسولَ الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: "جوفُ اللَّيل الآخرِ، ودُبُرُ الصَّلوات المكتوبات" (٢).

وخرَّجه ابن أبي الدنيا، ولفظه: جاء رجلٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: أيُّ الصلاة


(١) قطعة من حديث رواه عن أنس أحمد ٣/ ٢٦٧، والبخاري (٥٧٢)، ومسلم (٦٤٠)، وصححه ابن حبان (١٥٣٧).
(٢) رواه الترمذي (٣٤٩٩)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (١٠٨)، وفي سنده انقطاعُ وعنعنةُ ابن جريج وشذوذه، فقد روى خمسة من أصحاب أبي أمامة أصل هذا الحديث من رواية أبي أمامة عن عمرو بن عبسة، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي.
قلت: رواه الترمذي (٣٥٧٩)، والنسائي ١/ ٢٧٩، والطبراني في "الدعاء" (١٢٨) و (١٢٩) من حديث أبي أمامة عن عمرو بن عبسة، وصححه ابن خزيمة (١١٤٧)، والحافظ ابن حجر في "نتائج الأفكار" (٧٣/ أ) وقال: حديث صحيح. وسيأتي قريبًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>