للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلبه، وأتته الدُّنيا وهي راغمةٌ" (١). وخرَّجه الترمذي (٢) من حديث أنس مرفوعًا بمعناه.

ومن كلام جندب بن عبد الله الصَّحابي: حبُّ الدُّنيا رأسُ كلِّ خطيئةٍ، وروي مرفوعًا، ورُويَ عن الحسن مرسلًا (٣).

قال الحسن: من أحبَّ الدُّنيا وسرَّته، خرج حبُّ الآخرة من قلبه (٤).

وقال عونُ بنُ عبد الله: الدُّنيا والآخرةُ في القلب ككفَّتي الميزان بِقَدْرِ ما ترجحُ إحداهُما تخِفُّ الأخرى (٥).

وقال وهب: إنَّما الدُّنيا والآخرة كرجلٍ له امرأتانِ: إن أرضى إحداهما أسخط الأخرى (٦).

وبكلِّ حالٍ، فالزُّهد في الدُّنيا شعارُ أنبياءِ الله وأوليائه وأحبّائه، قال عمرو بن العاص: ما أبعدَ هديكُم مِنْ هدي نبيِّكم - صلى الله عليه وسلم -، إنَّه كان أزهدَ النَّاس في الدُّنيا، وأنتم أرغبُ الناس فيها، خرّجه الإمام أحمد (٧).


(١) رواه أحمد ٥/ ١٨٣، وابن ماجه (٤١٠٥)، والطبراني في "الكبير" (٤٨٩١) و (٤٩٢٥)، وصححه ابن حبان (٦٨٠).
(٢) برقم (٢٤٦٥) عن هناد بن السري، وهو عنده في "الزهد" (٦٦٩)، وفيه يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف، لكنه يتقوى بحديث زيد بن ثابت المتقدم.
(٣) ورواه البيهقي في "شعب الإِيمان" (١٠٥٠١) عن الحسن البصري مرسلًا، وجزم شيخ الإِسلام ابن تيمية فيما نقله عنه السخاوي في "المقاصد الحسنة" ص ١٨٢ أنه من قول جندب - رضي الله عنه -.
(٤) وروى أبو نعيم في "الحلية" ٧/ ٧٩ و ١٠/ ٢٢ مثله عن سفيان الثوري.
(٥) "الحلية" ٤/ ٢٥١.
(٦) "ذم الدنيا" (٧).
(٧) ورواه أيضًا الحاكم ٤/ ٣١٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>