للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

دعوته، وتُكشفَ كُربَتُه، فليفرِّجْ عن مُعسِرٍ".

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "ومن ستَرَ مُسلمًا، ستره الله في الدُّنيا والآخرة". هذا مما تَكاثرتِ النُّصوص بمعناه. وخرَّج ابن ماجه (١) من حديث ابن عباس، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: "من ستر عورةَ أخيه المسلم، ستر الله عورته يومَ القيامة، ومن كشفَ عورة أخيه المسلم، كشف الله عورته حتَّى يفضحه بها في بيته".

وخرَّج الإِمام أحمد من حديث عقبة بن عامر سمع النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "من ستر مؤمنًا في الدنيا على عورةٍ، ستره الله - عزّ وجلّ - يوم القيامة" (٢).

وقد روي عن بعض السَّلف أنه قال: أدركتُ قومًا لم يكن لهم عيوبٌ، فذكروا عيوبَ الناس، فذكر الناسُ لهم عيوبًا، وأدركتُ أقوامًا كانت لهم عيوبٌ، فكفُّوا عن عُيوبِ الناس، فنُسِيَت عيوبهم، أو كما قال.

وشاهد هذا حديث أبي بَرْزَةَ، عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أنه قال: "يا معشرَ من آمن بلسانه، ولم يدخُلِ الإِيمانُ في قلبه، لا تغتابوا المسلمينَ، ولا تتبعُوا عوراتهم، فإنَّه منِ اتَّبَع عوراتهم، تتبَّع الله عورته، ومن تتبَّع الله عورته، يفضحه في بيته"


= عمر.
(١) برقم (٢٥٤٦)، وحسن إسناده الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" ٣/ ٢٣٩، وقال البوصيري في "الزوائد" ورقة ١٦٣: هو إسناد فيه مقال، محمد بن عثمان بن صفوان الجمحي، قال فيه أبو حاتم: منكر الحديث، ضعيف الحديث، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، وذكره ابن حبان في "الثقات" وباقي رجال الإِسناد ثقات، وله شاهد من حديث أبي هريرة، ورواه مسلم في "صحيحه" وأصحاب السنن، ورواه الترمذي من حديث ابن عمر، قلت: فالحديث صحيح.
(٢) رواه أحمد ٤/ ١٥٩، وفي سنده انقطاع، كما قال الهيثمي في "المجمع" ١/ ١٣٤، وانظر "الرحلة في طلب الحديث" للخطيب (٣٤) و (٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>