للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال أبو هريرة: إنِّي لأستغفرُ الله وأتوب إليه كل يوم ألف مرَّة، وذلك على قدر ديتي (١).

وقالت عائشة: طوبى لمن وجد في صحيفته استغفارًا كثيرًا (٢).

قال أبو المِنهال: ما جاور عبدٌ في قبره من جارٍ أحبَّ إليه من استغفار كثير.

وبالجملة فدواءُ الذُّنوب الاستغفارُ، وروينا من حديث أبي ذرٍّ مرفوعًا: "إن لكلِّ داء دواءً، وإن دواء الذنوب الاستغفار" (٣).

قال قتادة: إن هذا القرآن يدلُّكم على دائكم ودوائكم، فأما داؤكم: فالذُّنوب، وأما دواؤكم: فالاستغفار. قال بعضهم: إنَّما مُعوَّلُ المذنبين البكاء والاستغفار، فمن أهمته ذنوبه، أكثر لها من الاستغفار.

قال رياح القيسي: لي نيِّفٌ وأربعون ذنبًا، قد استغفرتُ الله لكلِّ ذنب مئة ألف مرَّة (٤).

وحاسب بعضهم نفسه من وقت بلوغه، فإذا زلاتُه لا تُجاوز ستًا وثلاثين زلةً، فاستغفر الله لكل زلةٍ مِئة ألف مرَّة، وصلَّى لكلِّ زلَّة ألف ركعة، ختم في كلِّ ركعة منها ختمة، قال: ومع ذلك، فإنِّي غير آمن سطوة ربي أن يأخذني بها، وأنا على


(١) "الحلية" ١/ ٣٨٣.
(٢) رواه أبو نعيم في "الحلية"١٠/ ٣٥٩، وفي "أخبار أصبهان" ١/ ٣٣٠، وعنه الخطيب في "تاريخه" ٩/ ١١١ عن عائشة مرفوعًا.
ورواه ابن ماجه (٣٨١٨)، والنسائي في "عمل اليوم والليلة" (٤٥٥) من حديث عبد الله بن بسر مرفوعًا، وإسناده صحيح كما قال البوصيري في "الزوائد" ورقة: ٢٣٧.
وصححه الحافظ المنذري في "الترغيب والترهيب" ٢/ ٤٦٨.
(٣) رواه الحاكم ٤/ ٢٤٢ عن أبي ذر موقوفًا، وصححه ووافقه الذهبي.
(٤) "الحلية" ٦/ ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>