للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ودبت الحركة في طرقات مكة، وتنادى القوم للحاق بالفدائيين، فقال عمرو لصاحبه: النجاه، النجاه.

وخرجا يشتدان، وأهل مكة في أثرهما، ولكنهما فاتاهم بمسافة، فوصلا رأس الجبل، ودخلا كهفاً فيه، وسدّا مدخله بالحجارة.

ولما رأى المكيون أن الصحابيين قد أفلتا وأن الليل قد أخفاهما، عادوا أدراجهم وهم يتحدثون عن جرأة عمرو ويتساءلون عن الهدف الذي قدم إلى مكة من أجله!

وبات الصحابيان ليلتهما في الغار، فلما أصبحا وهمّا بالخروج شاهدا رجلاً من قريش على فرس له، فخشي عمرو أن يراهما فينذر أهل مكة، فخرج إليه خلسة واستل خنجره وأغمده في قلبه وعاد إلى الكهف، فصاح الرجل صيحة أسمعت من بمكة، فاشتدوا نحو الصوت، فوصلوا الرجل وبه رمق. فقالوا: من قتلك؟

قال: عمرو بن أمية.

قالوا: وأين ذهب؟

فرفع الرجل رأسه قليلاً، وفتح شفتيه ليتكلم ولكنه لفظ أنفاسه قبل أن ينطق، فاحتمله القوم وعادوا به إلى مكة.

<<  <   >  >>