للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولو أنه دعا زعماءهم على انفراد لما قتل، لقد اعتمد عروة على حب ثقيف له، وما درى أن رعاع الناس قُلّب لا يثبتون على رأي، يفكرون بأسماعهم ويركبون رؤوسهم، ويسارعون إلى الشر، ولا يفكرون في العواقب! ولكن الله قدر لعروة الاستشهاد، وقدر لي أن أتعلم هذا الدرس الكبير. . .

اذن فقد قرر عمرو أن يكلم سادتهم وذوي الألباب منهم، ولكن ألا يحول دون ذلك ما بينه وبينهم من خصومات واحقاد!

كلا لقد قرر أبو أمية أن يأتيهم من هذا الباب فالعداوة والمباعدة قد تنقلب إلى حب ومقاربة إذا جاء الخصم إلى عدوه على غير انتظار وهو يحمل اليه النصح الخالص بقلب مفتوح.

وجرياً وراء هذا الرأي اختار أبو أمية رجلاً ممن كان بينه وبينه خصومة ذهبت بهم إلى قطعية طويلة وعداء دفين فيمم منزل عبد يا ليل بن عمرو، ودخل فناءه، وطلب من خدمه أن يستدعوه له.

قال واحد من الخدم تطوع أن يدعو سيده: ومن الذي يطلب سيدي؟

قال: عمرو بن أمية الضمري.

دخل الخادم على سيده عبد يا ليل وقال له: سيدي،

<<  <   >  >>