للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إن عمرو بن أمية الضمري بفناء بيتك ويقول لك: اخرج إليّ أكلمك.

أدهشت المفاجأة عبد يا ليل، وقال لخادمه: ويلك: أعمرو أرسل إلي؟

قال الخادم: نعم، وها هو ذا يقف في فناء دارك.

قال عبد يا ليل: إن هذا الشيء ما كنت أظنه، لعمرو كان أمنع في نفسه من ذلك!

نعم، لقد كان عمرو أمنع في نفسه من أن يأتيك يا عبد يا ليل لو كان الأمر متعلقاً بإحن الجاهلية وخصوماتها ولكنه يأتيك الآن من أجل الإسلام، ومن أجل هذا الدين وضع عمرو خصومات الجاهلية دُبر أذنه وتحت قدمه، وأتى إليك – يا عبد ليل – لخيرك ولخير ثقيف، ولخير نفسه أيضاً، فما أعظم أن يهدي الله على يديه قبيلة بأسرها!

وهرع عبد يا ليل إلى عمرو بن أمية وغمره بالترحيب ونادى خادمه وعبيده وأخذ يلقي إليهم أوامره: اذبحوا، واطبخوا، واصنعوا، واجلبوا.

وقاطعه أبو أمية: على رسلك يا عبد يا ليل.

قال عبد يا ليل: إني أريد أن احتفل بانتهاء الخصومة بيننا.

قال عمرو: يا عبد يا ليل، إنه نزل بنا أمر ليس معه هجرة (خصومة) .

قال عبد يا ليل: وما هذا الأمر؟

<<  <   >  >>