للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المجموعة ورفع عليها السيف، مهدداً متوعداً، ذاكراً وصية رسول الله أن لا يقتلوا سوى أبي رافع إن استطاعوا، فلاذت بالصمت وانكمشت في مكانها وهي ترتعد من الخوف، وتقدم الآخرون من فراش أبي رافع والظلمة الحالكة تلف المكان، فلا يكادون يتبينون موضعه، ولكنهم تناوشوا

جسده بالسيوف، فكانت ضرباتهم بين ضربة طائشة وأخرى غير قاتلة. وتقدم عبد الله بن أنيس بثبات إلى الجسد المسجى أمامه وقد سالت دماؤه وارتفع صوته بالنجدة والغوث، فغرس فيه سيفه حتى أنفذه.

ولم تتحمل امرأته ما رأت، فصرخت بأعلى صوتها، فنبهت من بالحصن فهرعوا إلى الصوت، وهرع الفدائيون إلى الدرج ينزلونه بسرعة وخفة فانزلق ابن عتيك فكسرت رجله، وصرخ بأصحابه مستنجداً: وارجلاه، وارجلاه. فعاد إليه عبد الله بن أنيس فحمله على كتفه حتى خرج به من الحصن.

وافتقد عبد الله بن أنيس قوسه. . لقد سقطت منه داخل الحصن عندما احتمل ابن عتيك، فأصر على استعادتها رغم ما سمعه في الحصن من هرج واختلاط، فقد كان حديد القلب، شجاعاً لا يهاب الرجال. فعاد والحصن يموج بالرجال لا يدرون ما يفعلون وليس لهم إلا سؤال واحد: من قتل

<<  <   >  >>