ابن أبي الحقيق؟ ! يسأل الرجل كل من يلقاه، عرفه أم لم يعرفه! .
ودخل ابن أنيس بين القوم واختلط بهم وسأل سؤالهم، إلى أن وصل إلى قوسه فأخذها وانسل عائداً إلى صحبه.
وانتظرت المجموعة في مكمنها تراقب الحصن لتتأكد من موت عدو الله، فلم تمر ساعة حتى نادى مناد:" لقد هلك سيد خيبر، لقد مات ملك يهود، أبو رافع سلام ابن أبي الحقيق ".
لقد نزلت هذه الكلمات على صورهم نزول الماء على الأرض العطشى، فانطلقوا والفرحة تغمرهم عائدين إلى مدينة الرسول، يستحثون ركابهم وهم في شوق غامر لمقابلة الرسول لينهوا إليه النبأ ويزفوا البشرى، لقد انتهى عدو الله، سلام بن أبي الحقيق.
واقترب الركب من مسجد الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسمعوا صوته يحدث الناس، فأسرعوا إليه فنظر إليهم وهم يقبلون اليه بوجوه تنطق بالسرور، فقال لهم مبتسماً: أفلحت الوجوه! فما أعظمها من كلمة تخرج من فم الرسول الذي لا ينطق عن الهوى: أفلحت الوجوه!
وتسارع الجماعة فترد عليه بصوت واحد: أفلح وجهك يا رسول الله.