للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للحالفة (١) هذه المرة، وقد

أنذرناكم، وما نرى لك يا بن رزام إلا أن تأتي رسول الله وتأخذ منه لنفسك وقومك ما يجنبكم الفناء، وقد نصحنا لكم، فأنتم وما ترون.

فقال اليسير: وما لي عند محمد إن أنا سالمت وهادنت؟

قالوا: إنك إن قدمت على رسول الله استعملك وأكرمك.

قال: أمهلوني إلى غد لأرى رأيي وأستشير قومي. .

واختار اليسير مجموعة من شباب يهود ليرافقوه في رحلته إلى المدينة، وعلى الرغم من تردده في الذهاب إلا أن أهل خيبر آثروا أن يذهب ليرى ما عند محمد، وبعد ذلك يقررون ماذا سيكون من أمرهم معه.

وحرص المسلمون في عودتهم أن يأخذوا حذرهم، فيهود لا تكف عن الغدر، فهو يجري منها مجرى الدم، فوزعوا أنفسهم بين يهود حتى يكونوا مستعدين لكل طارىء، أما اليسير فقد أردفه عبد الله بن أنيس على بعيره، وكان عبد الله حذراً أشد ما يكون الحذر، متنبهاً أشد ما يكون التنبه


(١) الحالفة: المنية، والحالفة التي من شأنها أن تحلق أي تهلك وتستأصل (الدين) كما تستأصل الموس الشعر.

<<  <   >  >>