للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واشرأبّت القلوب، وأنصتت الآذان، وأطرقت العيون، فما كان ليهود أن تسجد للأصنام وتؤمن بها وهي التي كانت تدعوهم لعبادة الله ونبذ هذه الأصنام. . أيمكن أن يحدث هذا؟

وما راع الناس إلا منظر سبعين يهودياً يعلنون إيمانهم بالأصنام ويسجدون لها!

فعلها أبناء القردة وسلالة الخنازير، ولكنها لم تكن غريبة منهم ولا عجيبة، فقد سجدوا من قبل لعجل السامري، وإنما هؤلاء الأحفاد من أولئك الأجداد!

وهكذا عقد الحلف بين جاهلية الأصنام وجاهلية الأحبار، ومع أنه يبدو للناس بأن هذا الحلف قوي، إلا أنه والله سحاب هريق ماؤه وسراب ليس وراءه إلا الخيبة والضياع!

وقوي ساعد كعب، أو هكذا ظن هو، فتمادى في عدائه للمسلمين، وأخذ يحرض عليهم بشعره، ويهجوهم به ويشنع عليهم. وقد كان للشعر عند العرب منزلة وأي منزلة، فكان أشد ما يؤلمهم بيت من الشعر يهجون به، وكان أشد ما سله عليهم كعب شعره هذا الذي يفتري فيه على الله وعلى رسوله وعلى المسلمين.

وصبر المسلمون على ما أعلنه كعب من عداوتهم، فهم

<<  <   >  >>