للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لحاجة أريد ذكرها لك، فاكتم علي.

قال كعب: أفعل.

قال أبو نائلة: كان قدوم هذا الرجل (يعني النبي) بلاء علينا. عادتنا العرب، ورمونا عن قوس واحدة، وقطعت عنا السبل حتى ضاع العيال وجهدت الأنفس.

قال كعب: أنا ابن الأشرف، أما والله لقد كنت أخبرتك يا بن سلامة أن الأمر سيصير إلى ما كنت أقول.

قال أبو نائلة: إني قد أردت أن تبيعنا طعاماً ونرهنك ونوثق لك وتحسن في ذلك.

قال كعب: ترهنوني نساءكم؟

قال أبو نائلة: على رسلك يا كعب، فكيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب ولا نأمنك عليهن؟

قال كعب: ترهنوني أبناءكم.

قال أبو نائلة: لقد أردت أن تفضحنا. إن معي أصحاباً لي على مثل رأيي، وقد أردت أن آتيك بهم فتبيعهم وتحسن في ذلك، ونرهنك من الحلقة (السلاح) ما فيه لك وفاء.

قال كعب: إن في الحلقة لوفاء.

قال أبو نائلة: ومتى آتيك بهم؟

قال كعب: متى شئت، وليكن ليلاً حتى لا تثيروا ريبة محمد وأصحابه!

<<  <   >  >>