وعاد أبو نائلة إلى أصحابه، وقد أدى دوره كما رسم له وأحكم الفصل الأول من الخطة المرسومة، فقد أفهم كعباً أن معه جماعة على رأيه حتى لا يرتاب بهم متى قدموا معه واتفق معه أن يرهنون سلاحهم مقابل بيعهم الزاد لأجل، وذلك حتى لا يرتاع إذا رآهم يحملون السلاح، لقد استطاع أبو نائلة أن يدخل إلى قلب هذا اليهودي من طريقين يعرفهما ممهدين عنده، عدائه لمحمد وحبه للمال والربا.
وتواعدت الجماعة لتنفيذ الفصل الثاني من الخطة في الليلة التالية.
وفي الموعد المحدد من الليلة التالية التأم جمع الفدائيين فانطلقوا إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحدثوه بما تم بين أبي نائلة وكعب، وما عزموا على تنفيذه الليلة، فمشى معهم رسول الله حتى بقيع الغرقد، وهناك ودعهم ودعا لهم قائلاً:" انطلقوا على اسم الله، اللهم أعنهم ".
* *
كان كعب بن الأشرف حديث عهد بعرس، يسمر مع عروسه وقد أغرق جسمه وثيابه بالطيب، وطاب الحديث بين العروسين فامتد إلى ساعة متأخرة من الليل، وعندما ثقلت جفونهما واستعدا للنوم سمعا صوتاً ينادي: يا كعب بن الأشرف، يا كعب بن الأشرف.