إخوانه في عماية الليل، فاحتمله محمد بن مسلمة، وساروا يشتدون حتى وصلوا بقيع الغرقد، فكبروا: الله أكبر الله أكبر.
وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقضي ليله مصلياً منذ غادروه لمهمتهم، فما إن سمع تكبيرهم حتى كبر كما كبروا. وعلم أنهم قتلوه، وخرج إلى باب المسجد يستقبلهم، فلما أقبلوا عليه قال لهم عبارته المشهورة في مثل هذه المواقف:" أفلحت الوجوه ".
قالوا: أفلح وجهك يا رسول الله.
وقادهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى داخل المسجد، وجلسوا متحلقين حوله. ثم أخذ قائد الجماعة محمد بن مسلمة يحدث عن صنيعهم، فقال: عندما رأيت أن أسيافنا لا تغني تذكرت خنجراً حاداً كان معي، فتناولته وطعنته في بطنه حتى انفذته، فعلمت اني قتلته.
وفاضت وجوه الحاضرين بشراً وسروراً، وحمدوا لهذه الجماعة ما قامت به من عمل في سبيل الله، وتمنى كل واحد لو توكل إليه مهمة كهذه، ويوفقه الله لإتمامها، ليقوم مقام هؤلاء الصحابة أمام رسول الله، ويسمع ما سمعوا منه عند استقباله لهم امام المسجد:" أفلحت الوجوه "!