قال له أحدهم: سيعود اسمها القديم يا كعب، فاصبر حتى ندبر أمرنا.
فيقول كعب: إن صبرت على هذا فكيف أصبر على ما حرمه على الناس من التعامل بالربا وكيف اصبر وقد باعد ما بيننا وبين إخواننا من الأوس والخزرج، وزعم أنهم ومن أتى معه أمة واحدة؟ وكيف تصبرون أنتم وقد جعل آلهتكم إلهاً واحداً؟
كان الحديث متصلاً، وكعب سادر في غيه وضلاله إلا أن وصلوا إلى مكان يقال له " شعب العجوز "، فوضع أبو نائلة يده على رأس كعب ثم شمها وقال: ما رأيت طيباً أعطر من هذا الطيب!
قال كعب: كيف، وعندي أعطر نساء العرب وأجملهن؟
قال أبو نائلة: يا كعب، أدن مني رأسك أشمه وأمسح به وجهي.
وبحركة سريعة وضع يده على رأسه واستمسك به وصاح بجماعته: اضربوا عدو الله!
انهالت على كعب أسياف أربعة، فلم تغن في حلكة الليل، وصاح عدو الله صيحة أيقظت من بالحصون المحيطة وكلها حصون يهود، فلم يبق حصن إلا وعليه نار، وحاولت يهود أن تأخذ على الفدائيين الطريق، ولكنهم اعجزوهم، وكان الحارث بن أوس قد أصيب بأسياف