للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>


الصفحة ٤
ــ
ـ[عمود١]ـ
بونة
تحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف
جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في ضيافة
رجال الجمعية الدينية البونيين
بدعوة خاصة من رئيس الجمعية الدينية المفضال السيد الحاج الخوجة, لبى حضرة العلامة الأستاذ ابن باديس رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الدعوة, وفي صبيحة الاثنين ١٥ ربيع الأول نزل ضيفا مبجلا بعنابة ولقيه بمركز السيارة رجل عنابة السيد الحاج الخوجة وثلة من الأخيار نذكر منهم الأديبان الفاضلان السيد حامد الأرقش والسيد محمد النمر وأعضاء الجمعية الدينية بعنابة.
وبعد تبادل آيات الوداد والترحاب قصدوا جميعا دار رئيس الجمعية الدينية هناك ونزلوا في

•...•...•...•...•...•...•...•...•...•...•
فيما نشره فيها من تعظيم نفسه وتشويه سمعة اليمن ظلما بغير حق. ولكننا رأينا أن شيخ الحلول لا يرعوي, وأن ورقته الضالة لا تزال في غيها وعنادها فكان من الحق الواجب علينا لإخواننا أبناء العربية السعيدة (اليمن) أن نفسح لهم المجال في هذه الجريدة الإسلامية ليدافعوا عن أنفسهم وعن أعراضهم وعن دينهم. وليردوا تهجمات شيخ الحلول وليردوا ما تنشره عنهم ورقته الضالة من الأكاذيب والمفتريات ونحن سننشر كل ما يرد علينا من أهل اليمن في هذا الموضوع لأن شيخ الحلول قد رماهم في دينهم وهي تهمة كبيرة جدا.
لقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «الإيمان يماني والحكمة يمانية» , ولكن شيخ الحلول يزعم في ورقته الضالة, أن أهل اليمن كانوا بعيدين عما تتطلبه منهم الديانة الإسلامية حتى جاءتهم طائفة الحلول فعلمتهم من دينهم ما لم يكونوا يعلمون ...
وبعد فيا شيخ الحلول هل لك أن تخبرنا من هو مسيلمة الكذاب؟؟؟.

ـ[عمود٢]ـ
بيته التي أعدها لرئيس جمعية العلماء وباقي الأعضاء.
ولما دقت الساعة الثامنة ليلا هرعت الخلائق تغشى دار الرئيس وكان عددهم يربو على الأربعمائة فأخذوا مقاعدهم ووجوههم ضاحكة مستبشرة وقلوبهم خافقة بالمسرات وأعينهم ترنوا إلى الأستاذ.
وبعد هنيهة من الزمن طلع عليهم الأستاذ وعلا منصة العز والمهابة وشرع ينثر على أسماعهم دررا غوالي من آيات الذكر الحكيم ونبذا من سيرة المصطفى النبي محمد صلى الله عليه وسلم الذي لأجله يحتفلون, عرفهم بأخلاقه الفاضلة وخصص بالكلام منها عدله ورحمته وإحسانه عليه وآله الصلاة والسلام وتكلم بكلام جامع على هذه الصفات ولزومها للبشر وحاجة العمران إليها ثم أتى على قصة المولد الشريف فقرأها بفصاحة نادرة فأثرت عليهم جميعهم حتى إنهم تمنوا من الأستاذ أن يشنف أسماعهم طول الليل, وبعد الفراغ من قراءة قصة المولد قام الأديب الفاضل السيد حامد الأرقش وألقى كلمات شائقة للترحيب بالأستاذ أولا ثم التعريف بمواقفه التي سرى بذكرها الركبان, وبين للحاضرين مقاصد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وما تدعو إليه وحلل مهم العراقيل التي اجتازت مسالكها بصبر وثبات وحرض أعضائها العاملين على تأييدها والسير على مبادئها النافعة والذب عن حماها إلى آخر رمق من الحياة ثم بعد الفراغ من خطابه شكره الأستاذ وأجابه بكلمات طيبة وأثنى عليه الحاضرون.
وبعد الغد طلب أعيان البلدة من الأستاذ أن يلقي عليهم درسا في الوعظ, فنزل عند إرادتهم وألقى لهم درسا مفيدا أعجب به الحاضرون بين لهم فيه تعاليم الدين الإسلامي الحقة وحثهم على الأخذ بالكتاب والسنة والتباعد عن أهواء البدع فاستغرق نحو الساعة وأخيرا قام الفاضل السيد الحاج الخوجة رئيس الجمعية الدينية وتلا على الحاضرين كلمات أثرت على السامعين ودعوا له بالخير على قيامه بهذه المهمة, مهمة جمعهم في داره والتكرم عليهم واستدعاء الأستاذ للقيام بقراءة قصة المولد وإسماعهم دروسا نافعة, ثم أعقبه الأديبان الكاتبان السيد محمد النمر والسيد الصادق المنبهي وألقى كل واحد منهما كلمات

ـ[عمود٣]ـ
بليغة صادقة مفيدة بارك الله في الجميع وأكثر من أمثالهم في المسلمين.
هذا وإننا نثني الثناء كله على جميع أهل بونة الذين أظهروا رغبة في العلم وإكراما لأهله وخصوصا رجال الجمعية الدينية ورئيسها المفضال.

ذكرى المولد النبوي الشريف
جاءنا كتاب من الأخ الشيخ صاحب الإمضاء مما قال فيه:
قد اعتاد الناس في هذا الشهر أن يحتفلوا بذكرى المولد النبوي الشريف تذكارا وموعظة وإحياء لشيء من سند سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ومعالمه ومآثره وإظهارا لأخلاقه الكريمة لقصد بعث الناس وحملهم على التأسي والاقتداء بسيرته الفاضلة الحميدة الجميلة.
غير أننا نلاحظ على أكثر هاته الاحتفالات بأنها تقتصر على سرد قصائد في مدحه عليه وآله الصلاة والسلام وسرد قصة مولده وذكر أناشيد بنغمات وأصوات شجية كل بلد على قدر ذوقه ومبلغه في صناعة الألحان والنغمات وهذه الحالة وإن كانت جميلة في حد ذاتها فهي خير من لا شيء ولكنها لم تكن بالصفة الملائمة لتذكار حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وحمل الناس أن يصطبغوا بصبغتها النفيسة. وإنما الوسيلة التي تجعل الحاضرين لهذه الاحتفالات يتصورون تلك الحياة ويتعقلونها بأفضل ما يكون من مظاهرها ويتأثرون بما فيها من جلائل الأعمال وعظيم المواقف هي ذكر سيرته صلى الله عليه وسلم وأعماله وأخلاقه بهيئة درس بليغ ومحاضرة قيمة مع شرح وافي لمولده ومبعثه وهجرته وإسرائه ومعجزاته ونزول الوحي عليه وإظهار الدين وإعزازه وذكر طرف من غزواته وغير هذا مما يتعلق به ولو بإيجاز في الكل وإطناب في ناحية معينة لما يناسب المقام ومقتضى الحال.

<<  <  ج: ص:  >  >>