للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>


الصفحة ٢
ــ
ـ[عمود:١]ـ
إن من يريد هذا بالجزائر اليوم لمخالف للشريعة والطبيعة إذ من الطبيعي أن تتحرك الجزائر ضمن الجمهورية الفرنسية في زمان تحرك ما فيه حتى الحجر, ومن الشرعي أن تنال منها الحقوق كفاء ما قامت به من الواجبات.
آستكثرتم على الجزائر أن تكون لها جمعية لها منزلتها العظيمة في قلبها وجريدة لها قيمتها الكبيرة في نظرها؟ فنبشركم أنه سيكون للجزائر الفرنسية جمعيات وصحف وسيكون لها وسيكون .. حتى يقف المسلم الجزائري مع أخيه من بقية أبناء فرنسا على قدم المساواة الحقة التي يكون من أول ثمراتها الإتحاد الصحيح المنشود للجميع.
أم هالكم أن يكون في أبناء الجزائر الفرنسوية من لا يزحزحه عن مبدئه وعد ولا وعيد ولا يستهويه رنين ولا زخرفة؟ فنبشركم بأن الجزائر المفطورة على مبادئ الإسلام والمتغذية بمبادئ فرنسا أنجبت وتنجب رجالا كما رأيتم وفوق ما تظنون رجالا تفتخر بهم فرنسا كما تفتخر بسائر أبنائها الأحرار.
كونوا كما تشاءون أيها السادة فلكم - وأنتم تمثلون ما تمثلون - كل احترامنا, وظنوا بنا ما تشاءون فإنا على بصيرة من أمرنا ويقين من استقامة خطتنا ونبل غايتنا. ومهما تبدلت اعتقاداتنا في أناس بتبدل معاملاتهم لنا فلن تتبدل ثقتنا بفرنسا وقانونها.
وعلى خطتنا المستقيمة وهي نشر العلم والفضيلة ومقاومة الجهل والرذيلة.
وعلى غايتنا النبيلة وهي تثقيف الشعب الجزائري المرتبط بفرنسا ورفع مستواه العقلي والخلقي والعملي إلى ما يليق بسمعة فرنسا.
وعلى ثقتنا بعدالة فرنسا وحرية الأمة الفرنسية وديموقراطيتها.
- أسست جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وأسست جريدة ((السنة)) المعطلة، وأسسنا اليوم بدلها جريدة ((الشريعة المطهرة)) وستقوم - إن شاء الله - مقامها وتحل من القلوب محلها والله المستعان وهو حسبنا ونعم الوكيل.
ـ[عبد الحميد بن باديس]ـ

ـ[عمود:٢]ـ
تلغراف الاحتجاج:
وقع حجز جريدة ((السنة)) بالعاصمة والمجلس الإداري للجمعية منعقد بها فاتفق المجلس على رفع احتجاج على تعطيله وكلف الرئيس برفعه بعد اتصاله بقرار التعطيل رسميا ولما اتصل به رفع الاحتجاج ببرقية هذا نصها:
وزير الداخلية - باريس
إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تعرب لكم عن استيائها البالغ منتهاه وعن حزنها العميق الذي سببه تعطيل جريدة ((السنة)) العربية وتحتج بكل ما لها من قوة على قراركم المؤرخ بـ ٢٢ جوان القاضي بهذا التعطيل الذي ينشأ عنه للجمعية ضرر مادي وأدبي جسيم - وإن عجب الجمعية عظيم جدا ومما يزيد في عظمه أنها تجهل أسباب التعطيل لعدم ذكرها في قراركم وإنها تعلن وتصرح أن الجريدة المعطلة لم تنشر إلا ما كتب في مواضيع دينية بحتة وفي مسائل لا تخرج عن دائرة العقائد والعبادات وتغتنم هذه الفرصة لإلفات نظركم إلى الدسائس التي يدسها لها بعض خصومها الذين لا غاية لهم سوى إنشاء شتى العراقيل في سبيل مشروعها التهذيبي الأخلاقي وتشويه سمعة أعضائها الذي يشهد الواقع بنزاهتهم التامة وبراءتهم من كل تهمة.
ـ[رئيس الجمعية: عبد الحميد بن باديس]ـ

رفع قضية ضد التعطيل
وقد كلفنا محامي الجمعية برفع قضية لدى مجلس الدولة الأعلى ضد قرار التعطيل.

_..._..._..._
ـ[أسفل الصفحة]ـ
الإجتماع العام
لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
بقلم الأستاذ الزاهري العضو الإداري لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين

ـ[عمود:٢]ـ
كان هذا الأسبوع الماضي سارا يدعو إلى الغبطة والرضى، فقد أظهرت فيه أمتنا هذه الأمة العربية المسلمة أنبل العواطف، وأشرف الإحساسات نحو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، فلم تكد جريدة ((السنة)) الشهيدة تؤذن في الناس بالدعوة إلى الاجتماع العام لهذه الجمعية حتى استجابوا لها، وأتوها من كل فج

ـ[عمود:٣]ـ
عميق, أتوها رجالا وعلى القطر والسيارات، من أعماق الصحراء ومن قنن الجبال، ومن حدود تونس إلى حدود المغرب الأقصى.
وكان موعد الاجتماع يوم الاثنين ويوم الثلاثاء (٣ - ٤ ربيع الأول ١٣٥٢)، ولكن ما جاء يوم الأحد حتى امتلأت الجزائر العاصمة بوفود العلماء والوجهاء

<<  <  ج: ص:  >  >>