ــ ـ[عمود:١]ـ براءة القبائليين من شيخ الحلول وتلميذه الخافظي ومن تبعهما عرش ذراع قبيلة لما كان تغيير المنكر شرطا في الإيمان الكامل بمقتضى قوله صلى الله عليه وسلم (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) رأينا من الواجب الشرعي المحتم الذي لا يندفع بأي تأويل كان أن نصدع بالحق الذي يجعلنا في صف المؤمنين قولا وعملا, على أن الله تعالى لا يكلف نفسا إلا وسعها ويعلم أننا عاجزون عن تغيير المنكر اليوم باليد ولسنا ممن كلف به, ولكن لا يقبل عذر معتذر على السكوت بتاتا في حال أن ذلك السكوت ربما كان المتوقف عليه تجلي الحق من الباطل وتبيين الرشد من الغي, فما بقي على المؤمن إذا إلا التصريح بكلمة الحق والانضمام إلى أهله مع الإعلان ببراءته من الباطل وناصريه. بناء على هذا فنحن الواضعين خطوط أيدينا هنا من عرش ذراع اقبيلة الذي يعد بالنسبة إلى بلاد القبائل أقل تقدما من غيره, قد أدركنا ما عليه الأمة الجزائرية اليوم من تشويش المشوشين ومشاغبة المشاغبين الذين كتب الله عليهم الشقاوة في الدنيا والآخرة, فأشفقنا على أنفسنا وعلى إخواننا المسلمين من سائر أولئك المجرمين, فعملنا لرفع النزاع بكل وسيلة نافعة دون أن تضر, فما زيد في نار القوم إلا اضطراما حتى أيسنا ولم نرج منهم سلاما, ثم إن مثير الفتنة واحد لا ثاني معه إلا من كان له أجيرا وما في معناه. أما صاحبها فذلك الحلولي الذي لم يقتصر على نشر سمومه في هذه الربوع فحسب, بل مد يد الفتنة بواسطة ورقته الضالة إلى بلاد اليمن وغيرها وأما أجيره فهو ذلك الخافظي الذي كان يقول في ملأ من الناس بضلال الحلولي وتضليله ويحكم عليه بالجهل المركب على رؤوس الأشهاد, وهو نفسه الذي أصبح اليوم بفضل ما اتفقوا عليه في باطن الأمر يجعله في مرتبة تفوق مرتبة التي يراها تحت النبوءة بشيء قليل ويناضل عنه في ميادين الحلول حتى اختضب ظهره دما ورآه البصير والأعمى.
ـ[عمود٢]ـ رحماك اللهم رحماك, اللهم إنا نجعلك في نحورهم, ونعوذ بك من شرورهم, اللهم إنك تعلم ومع ذلك نعلم العباد بما تعلمه أننا بريئون من الخافظي والحلولي والخافظيين والحلوليين ما داموا خافظيين وحلوليين على أننا باقون نتمنى لهم التوبة والإنابة لا نبخل عليهم بالإيمان ولا نبخل حتى على اليهود والنصارى ولا نحسدهم على الجنة وإن كانوا لا يرجون ثوابا ولا يخافون عقابا كما كتبوا في مراتب العبادة, هذا وإننا نعلم أن جميع إخواننا القبائليين منذ نشر الحلول في بعض الأفراد الجاهلة في هذه النواحي وهم في قلق عظيم خصوصا بعدما ضم الخافظي صوته إليه نفاقا, وقد كان أول مصرح بضلاله وتضليله وأول محذر منه ومن حلوله حتى فضحه بحضور عرش كامل يوم مر ببني حافظ, ولذلك فإننا في انتظار وعلى ظن يقرب من اليقين أن جميع القبائليين سيصرحون بالبراءة منهما ومن تبعهما, ثم لا يفوتنا في هذه المناسبة أن نجيب عما نشرته جريدة السنة النبوية المحمدية المرحومة في عددها الأخير كسؤال من الشيخ الزاهري إلى أهالي القبائل مضمونه أن الورقة الضالة تزعم أن شيخها قد نشر حلوله في مئات الآلاف من القبائليين وتعده إنقاذا من الشرك ونحن نقول جوابا عن هذا السؤال باختصار أننا نعتقد أولا أن الحلول هو نفس الإشراك مع أن هذا الحلول لم ينتشر في بلادنا إلا في أناس قد عرفتكم الورقة الضالة بأسمائهم يوم نشرتهم للتمويه والتلبيس على الخلق وليكونوا أعضاء عاملين في جمعيتها السينية, فمنحتهم ألقاب المدرسين وهم والله, لا يفهمون لمادة (درس) معنى سوى الدرس زمن الصيف في نوادرهم. هؤلاء هم الحلوليون وهم الذين يتبجح الخافظي بالترؤس عليهم وهو الذي يجعل المقدمة لقائمة الأسماء يومئذ ويبعث بها إلى إدارة الوريقة التي كتبت على نفسها أن تعمل الدعاية ولبروبقاند ( Propagande) ضد الإسلام إلى آخر رمق من حياتها, بقي الآن علينا أن نؤدي شهادتنا لحكومة افرانسه الفخيمة العادلة المنصفة وأن هذه الطائفة المخذولة التي تكذب على جمعية العلماء
ـ[عمود٣]ـ المسلمين الجزائريين مرة بعد أخرى بإلصاق السياسة لها وبالتدخل في غير أمور الدين والواقع يفند مفترياتها والحكمة نفسها ترى بعين الرأس من المشاغب ومن المهيج ومن الذي يكتب في جرائده السياسة وينشرها في الناس بعكس ما يتظاهر به للحكومة, مع أننا نحن لم نكن لنقدس هذه الجمعية تقديسا عصبيا, لو لم نطلع على برنامجها وسيرها وقانونها لأبقينا الأمر في احتماله, ولكن بعدما حضرنا اجتماعاتها العمومية وقد حضر بعض الأفراد منا اجتماعاتها الإدارية لم يبق لنا فيها شك ولا ريب من أنها جمعية عمومية يشارك فيها بالنظر والرأي كل مسلم جزائري, وإذا كان ثم بعض الأفراد ينتسبون للجمعية ثم لا يحسنون السير مع الحكومة أو الأمة بصفاتهم الفردية على فرض وجودهم وإلا فنحن لم نعلم لهم وجودا فالجمعية غير مسئولة عنهم فيما يرتكبونه لأغراضهم الشخصية ولا هي مستعدة للدفاع عنهم بأي وجه كان بل مقاومة لهم في دائرتها الدينية وبلسانها وقلمها الدينيين أيضا, فبان بهذا أن هذه الطائفة وحدها هي التي تريد محاربةالعلم في شخص العلماء لفوائدها المعلومة التي يتوقف تحصيلها على قتل العلم بإماتة أهله, ولما عجزت بجميع الوسائل التجأت إلى إغراء الحكومة على العلماء بوشاياتها التي تكتب في جرائدها وغير ذلك. ثم إذا قدر الله (ولا قدر) للجمعية أن تحيد عن جادة الطريق المستقيم فإننا مستعدون لمناقشتها ولمقاومتها إذا عملت ما يستدعي مناقشة أو مقاومة وإننا مستعدون حتى للبراءة منها إذا ارتكبت ما يقتضي البراءة غير أننا لا نقبل بحال أن يقول فينا قائل إنكم تتعاطون السياسة في حال اشتغالنا بأمور الدين, إذ الدين لأجله نحيى ولأجله نموت وهاهي أسماءنا والسلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وعدد الأسماء مائتان وخمسة وثلاثون محفوظة. •...•...•...•...•...•...•...•...•...•...• المطبعة الجزائرية الإسلامية - بقسنطينة. •...•...•...•...•...•...•...•...•...•...•