ــ ـ[عمود:١]ـ تأسيسها فهي في نظر البعض شيء غريب، وفي نظر البعض شيء مريب، وفي نظر البعض شيء حسن ولكن أوانه غير قريب. فأما الذين استغربوها فهم طائفة من السذج يقيسون الحقيقة الإنسانية بوجودهم ويقيسون التاريخ الإنساني بأعمارهم ويقيسون أسرار الاجتماع الإنساني ببيت تجمع زوجا وزوجة وأولادا يفرقهم الصباح للكد على القوت ويجمعهم المساء للنوم تحت السقف. فأي نقطة في الحياة عند هؤلاء تحتاج إلى مظاهر الحشد والاجتماع وضم رأي لرأي، وبهذا المقياس يقيسون الدين فهو عندهم إسم متعارف بين المسلمين وصلاة مفروضة تؤدى أولا تؤدى وانتساب إلى الإسلام يجري مجرى القانونيات في زمننا هذا والاعتقاد بجنة ونار من وسائلهما الأمل ولو بلا عمل فأية نقطة في الدين نحتاج إلى شيء اسمه جمعية علماء المسلمين. ومن عجائب صنع الله لهذه الجمعية أن كل واحد من هذه الطائفة الساذجة قدر له أن يحضر درسا أو يسمع محاضرة يصبح بفضل الله مسلما اجتماعيا يعرف حقيقة الإسلام ويدرك المنزلة التي أرادها له الإسلام. وأما المرتابون فهم طوائف شتى تجمعهم صفة واحدة وهي اعتقاد أن الجمعية تعارض مصالحهم أو فيها ما يعارض مصالحهم وقد كشفت الخطوة الأولى لهذه الجمعية عن مقاصدهم وكشفت لهم عما كانوا يرتابون فيه وأخرجتهم من الارتياب إلى التحقق فكان منهم ما رأيتموه من السخط عليها والكيد لها ولو أنصفوا لجمع الحق بيننا ولكن الإنصاف قليل وإذا كان في أنصار هذه الجمعية من يضيق ذرعه بهؤلاء الكائدين الساخطين ويرى أن ظهورهم بما ظهروا به يعرقل سير الجمعية ويبطئ بها عن الوصول إلى الكمال - فإننا نرى عكس هذا الرأي - نرى أن وجود هؤلاء الساخطين الكائدين هو جزء متمم للجمعية وأن سخط الساخط عليها كرضى الراضي كلاهما تثبيت للجمعية وأن ذلك كله تدافع يظهر الله به الحق ويثبت قلوب أنصاره.
ـ[عمود٢]ـ وأما الطائفة الثالثة فهي طائفة قوي إشفاقها على هذه الأمة ورحمتها بها ورأت أن عوامل الانحطاط فيها قوية. وقد أراها الله من هذه الجمعية كيف يسرع لطف الله إلى قلوب الخائفين وكيف تقرب رحمته من المحسنين، فقوي رجاؤها وثبت يقينها ودخلت في العمل الصالح عن إيمان وبصيرة وهذه الطائفة هي أكثرية الأمة وهي التي تمثلونها أنتم أكثر الله عددكم وثبتكم على الحق وأحيانا وإياكم عليه حتى نلقاه غير مبدلين ولا مغيرين آمين يا رب العالمين. ـ[عبد الحميد بن باديس]ـ
تكذيب آخر للورقة الضالة من الكذاب الأشر؟؟ نشرت مجلة ((الفتح)) الإسلامية التي تصدر بالقاهرة في عددها الصادر في ٦ ربيع الأول ١٣٥٢ بعنوان ((انتقاد مقالة)) كلمة هذا نصها بالحرف: ((كتب إلينا حضرة الفاضل الشيخ عبد الله بن إبراهيم سعيد الأغبري اليمني مقالة من مرسيليا ينتقد فيها ما كتبه حضرة الشيخ سعيد سيف أحمد الذبحاني في جريدة البلاغ الجزائرية من أن أهل اليمن كانوا قبل ظهور الطريقة العليوية هناك بعيدين عن كل ما تطلبه منهم الديانة الإسلامية ولا يعرفون مسألة من مسائل الدين، فلما حلت هذه الطريقة بينهم بنوا المساجد الخ .. ونحن لم نطلع على مقالة الذبحاني في البلاغ وكان خيرا له أن لا يقول هذا الكلام إن كان قاله، أولا لأنه يخالف الحقيقة، وثانيا لأن المسلمين في حاجة إلى توحيد الكلمة لا إلى إيقاظ العصبيات المحدودة ونحن نكتفي من مقال الفاضل الأغبري بهذه الإشارة لأنه ليس من خطة ((الفتح)) التوسع في مثل
ـ[عمود٣]ـ ذلك)) ا ه. ((الزاهري)) لقد كنا نشرنا في جريدة ((السنة)) المرحومة كلمة عنوانها: ((الغيث النافع)) ذكرنا فيها أنه زارنا جماعة من اليمانيين الكرام منهم السيد فارع نعمان الرباضي ومنهم السيد سيف علي الشرجبي واحتجوا على ما نشرته البلاغ الجزائري بإمضاء سعيد سيف الذبحاني من الأخبار الزائفة التي يراد منها تشويه كرامة اليمن كبلد إسلامي ومدح شيخ الحلول بما ليس له بحق. فما كان من الورقة الضالة إلا أن تهجمت علينا تسبنا وتقذفنا وتسميني أنا ((مسيلمة الكذاب)) وكان من حقها أن تأتي بدليل على كذب ما رويناه كأن تنشر مثلا تكذيبا من السيدين فارع نعمان وسيف علي لما رويناه عنهما. ولكن شيخ الحلول صاحب الورقة الضالة يريد أن يغتصب الشهرة اغتصابا بسب الناس وبالافتراء على عباد الله وبعد فهذا تكذيب نشرته مجلة الفتح فهل يسبها أيضا شيخ الحلول في ورقته الضالة كما سبنا وافترى علينا؟ وصاحب الفتح يصرح بأن ما نشرته البلاغ بحق اليمن هو مخالف للحقيقة ويعترف بأنه مما يضر بالوحدة الإسلامية، و يقول عن الذبحاني ((وكان خيرا له أن لا يقول هذا الكلام .. )). والذي نعتقده هو أن الذي قال هذا الكلام الذي لا ينبغي أن يقال إنما هو شيخ الحلول نفسه، وإن كان بإمضاء الذبحاني. و أخيرا فليحكم ساداتنا القراء من هو الكذاب الأشر أهذا الزاهري أم شيخ الحلول والضلال؟؟؟. •...•...•...•...•...•...•...•...•...•...• المطبعة الجزائرية الإسلامية - بقسنطينة. •...•...•...•...•...•...•...•...•...•...•