ــ ـ[أعلى الصفحة]ـ خطاب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الأستاذ عبد الحميد بن باديس الذي ألقاه في الاجتماع العام ـ[عمود:١]ـ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد فمرحبا بأبناء الجزائر وأفلاذ كبدها، مرحبا بورثة مجدها التالد وحماة مجدها الآتي الذي تتخبط به أحشاء الأيام. مرحبا بكم أيها الإخوان الوافدون من أنحاء الوطن على جزائر مزغنا وآثار بلكين وعاصمتنا الجمهورية العظيمة - مرحبا بالوفود جاءت تخدم العلم وتؤيد العلماء وتمثل الروح العلمية السارية في الأمة الباعثة لها على اكتساب المعارف الإنسانية من جميع نواحيها والحاثة لها على تلبية دعوة العلم والانضواء تحت لوائه. مرحبا بوفود جمعية العلماء المسلمين الجزائريين من أعضائها العاملين والمؤيدين بلسان الأمة الجزائرية الممثلة فيكم وبلسان جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الممثلة في مجلسها الإداري وبلسان مجلس الإدارة الذي أنطق باسمه أقدم لكم الشكر الوافر على إجابتكم دعوة الجمعية وحضوركم هذا الاجتماع الذي ملأ العيون والقلوب وأقام البرهان القاطع والدليل المشاهد على أن الجمعية جمعية الأمة وأنها تمثلها أصدق تمثيل.
ـ[عمود٢]ـ وأقدم مثل ذلك الشكر للإخوان الكثيرين الذين تخلفوا واعتذروا بالبرقيات والكتب وهم الذين سمعتم أسماءهم من الأخ الكاتب العام آنفا. أيها الإخوان، سأعرض عليكم في هذا الخطاب حالة الجمعية في السنة الماضية وأعمالها والحالة الحاضرة وموقفها فيها وما تنويه من الأعمال في المستقبل بإعانة الله. فأما السنة الماضية فقد كانت منشطرة إلى شطرين فأما شطرها الأول فقد أوفدت الجمعية من رجالها للوعظ والإرشاد وفودا لبلدان القطر في العمالات الثلاث وقامت تلك الوفود بمهمتها خير قيام، وكانت تتلقى من رجال الحكومة كما تتلقى من الأمة بكل إكرام وأما الشطر الثاني منها وهو الذي يبتدئ بصدور قرار منع العلماء من الوعظ والإرشاد بالمساجد - فقد كان شطر بلاء وعناء على الجمعية ورجال مجلس إدارتها فمن تنمر وجره إلى إلصاق تهم، إلى خلق عراقيل إلى استثمار ذمم. ومن وعد وترغيب إلى وعيد وترهيب كل هذا والجمعية ورجال مجلس إدارتها ثابتون ثبوت الجبال ثقة من أنفسهم بأنهم دعاة حق وقصاد خير وعمال
ـ[عمود٣]ـ لصالح هذا الوطن بأمته وحكومته وجميع ساكنيه فانسلخت هذه السنة وأعمال الجمعية هي هذه؛ ما قام به وفودها من وعظ وإرشاد - وما قام به رجالها من تعليم في عدة بلدان - وما نشره كتابها في جريدة الجمعية - جريدة السنة النبوية المحمدية التي لقيت - بحمد الله من المسلمين غاية الإقبال - هذا كله قام به رجال الجمعية ولا غرابة أن يقوموا به فهم من أهل العلم وما أهل العلم إلا الذين ينشرون العلم بدروسهم ومحاضراتهم وخطبهم ومنشوراتهم. * * * ولكن الذي قام به رجال الجمعية وضربوا به المثل الرفيع للناس هو تضامنهم في الشدة كتضامنهم في الرخاء وثباتهم على يقينهم رغم كل زعزعة وإعصار وتضحيتهم بالمصلحة الخاصة في سبيل الصالح العام وثقتهم التامة بالله ثم بأنفسهم ثم بالمبادئ الجمهورية الفرنسوية التي كتبت بدماء أبناء فرنسا الأحرار فهذا الدرس العملي مرجو من فضل الله أن يكون أثره في الأمة وكل من يتقدم لقيادتها في ناحية من نواحي الحياة أبلغ الأثر وأقواه وأبقاه.
_..._..._..._ ـ[أسفل الصفحة]ـ ـ[عمود:١]ـ من إدارة الجريدة تنبيهات إلى السادة الباعة والمشتركين
إن أمين مال جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الشيخ مبارك بن محمد الميلي قد قدم لمجلس إدارة الجمعية المنعقد إثر الاجتماع العمومي الماضي ... أعذارا تسوغ إعفاءه من حسابات مالية جريدة الجمعية فقبل المجلس أعذاره وأسند جميع ما يتعلق بمالية الجريدة إلى الرئيس فجميع الخطابات المالية وغيرها والمحاسبات توجه إليه بهذا العنوان: Ben Badis Abdelhamid ١٣, Rue A. Lambert, ١٣ CONSTANTINE
ـ[عمود٢]ـ ليس للجريدة نائب متجول في أي ناحية. وستعلن الإدارة عمن تعتمدهم في جهاتهم.
ينبغي أن توجه قيم الاشتراك ومحصولات البيع على طريق الشيك بوسطال هكذا: ALGER C / C ١٥٤٥٧ Ben Badis Abdelhamid ١٣, Reu A. Lambert, ١٣ CONSTANTINE
مرغوب من باعة جريدة ((السنة)) أن يوجهوا المتحصل لديهم من الثمن على طريق الشيك بوسطال ويرسلوا كل النسخ الفاضلة عن البيع من جريدة ((السنة)) لأنها عطلت وحسابها انتهى في العدد الثالث عشر.
ـ[عمود٣]ـ كلمتنا هذه موجهة لكل مروج للسنة في تونس والجزائر والمغرب الأقصى فنرجو من كل واحد منهم أن يعتبرها ويعمل بمضمونها وله الفضل والشكر.
نرغب من كل مشترك تأخرت عنه الجريدة أن يعلمنا، ونرجو من الذين يحولون عناوينهم أن يشعرونا بعنوانهم الجديد. ــ ((الشريعة)) جريدة العلماء والاشتراك فيها تأييد لهم.